كلاش بريس /. الرباط
شهدت المدينة العتيقة بسلا، مساء أول أمس الأحد، حالة استنفار أمني غير مسبوقة، بعد العثور على عدة رؤوس حمير مفصولة عن أجسادها بالقرب من «دروج الغرابلية»، في مشهد صادم خلف ذهولا واسعا في أوساط السكان، وسط مخاوف حقيقية من تسويق لحوم هذه الحيوانات في الأسواق الشعبية، على أنها لحوم حمراء صالحة للاستهلاك.
وحسب مصادر مطلعة فإن التحقيقات الأولية تُرجّح فرضية ذبح هذه الحمير في إطار نشاط غير قانوني لتوفير لحوم رخيصة، يتم ترويجها سرا، وسط ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المؤشرات الأولية توحي بوجود شبكة منظمة للذبيحة السرية، تعمل على ذبح هذه الحيوانات في أماكن معزولة، وتوزيع لحومها في الأسواق الشعبية، دون مراقبة بيطرية، أو ترخيص صحي.
وباشرت عناصر الشرطة القضائية، بتنسيق مع مصالح السلامة الصحية والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)، تحقيقات معمقة لتحديد مصدر هذه الرؤوس والجهات التي تقف وراء عمليات الذبح، وسط ترجيحات بكونها جزءا من سلسلة ذبيحة سرية متنامية في المدينة، خصوصا في ظل ارتفاع الطلب وتفاقم أسعار اللحوم المعروضة بشكل قانوني.
وأثار هذا الاكتشاف موجة غضب في أوساط السكان، الذين طالبوا بتكثيف المراقبة على المجازر السرية والأسواق، وفتح تحقيقات شاملة في طرق توزيع اللحوم بمناطق المدينة العتيقة، مع فرض رقابة صارمة على المطاعم الشعبية ومحلات الجزارة.
ويأتي هذا الحادث في سياق وطني يشهد تنامي ظاهرة الذبيحة السرية والاحتيال الغذائي، نتيجة ارتفاع تكاليف اللحوم الحمراء، وتراجع القدرة الشرائية للأسر، وهو ما دفع بعض التجار إلى اللجوء إلى أساليب غير قانونية، لتلبية الطلب، وتحقيق أرباح سريعة على حساب صحة المستهلكين / تقول الاخبار /