دورة استثنائية..” تراشق لفظي “يفضح عمق الأزمة داخل مجلس خريبكة

21 سبتمبر 2025
دورة استثنائية..” تراشق لفظي “يفضح عمق الأزمة داخل مجلس خريبكة

كلاش بريس / خريبكة

شهدت قاعة جماعة خريبكة، خلال دورة استثنائية حديثة، لحظة غير لائقة بعدما تحول نقاش بين مستشارين إلى تراشق لفظي انتهى بعبارات لا تليق بالمقام ولا بالمؤسسة المنتخبة. البداية كانت بقول أحدهما: “أنا نربيك.. أنا قاري عليك”، ليرد الآخر ة: “غانوض لمك”، وهو ما أثار استغراب الحاضرين.

المشهد لم يكن عادياً، وطالت دقائقه أكثر مما يجب و لو كانت القيادة قادرة على استيعاب اللحظة وإدراك تداعياتها، لتم اتخاذ التدخلات المطلوبة بسرعة، خصوصاً وأن القاعة كانت تضم ثلاثة برلمانيين ومستشارين من مستويات يُفترض أن تعكس قدراً من الرصانة والوقار. غير أن ما زاد من وقع الصدمة، ليس فقط التلفظ بالعبارات، بل البرود الغريب الذي تعامل به باقي أعضاء المجلس، حيث اكتفى بعضهم بابتسامات عريضة وكأن الأمر لا يستحق التوقف.

كان المنتظر، بعد لحظة التوتر، أن يتدخل رئيس الجلسة برفع الاجتماع مؤقتاً، وإدخال الطرفين إلى قاعة جانبية من أجل تهدئة الأجواء، وفرض اعتذار متبادل يعيد للجلسة هيبتها، قبل استئناف المناقشات بكلمة جامعة. غير أن هذا الخيار لم يحدث، رغم أن الحاضرين يدركون تماماً ما لمثل هذا التدخل من أثر إيجابي في إعادة الانسجام.

الكل عاين ان الحضور كان يضم ثلاثة برلمانيين ومستشارين بمستوى وعي يفترض أن يكون عالياً، غير أن هذا لم ينعكس على سلوك الجلسة ولا على تدبير لحظة التوتر، مما عمّق الإحساس بأننا أمام مجلس عاجز عن تجسيد ما ينتظره المواطنون من رصانة ومسؤولية.

غياب هذا التدبير بشكل عاجل ؛ كشف أن المجلس يعيش على إيقاع التشنج، وأن الحضور البرلماني أو مستوى بعض المستشارين لم يترجم، مع الأسف، إلى سلوك سياسي راقٍ والنتيجة حلقة جديدة في مسلسل يكرس العزوف، ويعمق المسافة بين المواطنين ومؤسساتهم المنتخبة.

لحظة توتر واحدة أبانت أن تخليق المشهد السياسي يتطلب حكمة أكبر.. قدرة على ضبط النفس…وقيادة رشيدة تترجم الوعي السياسي على أرض الواقع، بحيث تستطيع ـ:هذه القيادة ـ: ان تحول الخلافات الفردية إلى فرص للحوار البناء بدل أن تتحول إلى منعرجات ..3 برلمانيين والحصيلة مخيبة !!!

الخلاصة أن المستشارين الاثنين معاً ارتكبا خطأً لفظياً لا يليق، لكن الخطأ الأكبر ـ في الاعتقاد الشخصي ـ ظل جماعياً، ويتعلق بسوء تقدير مجلس بكامله لمقام المسؤولية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة