كلاش بريس /. الحسين بومهاوتي
من بين أغرب القرارات التي اتخذها المجلس البلدي بخريبكة مؤخرًا، نصب علامات تشوير تمنع التوقف في الاتجاهين على طول الشارع الرابط بين المدار الحضري لشارع مولاي يوسف والمدار الحضري لشارع ماء العينين، وهو الشارع الفاصل بين حي حمروكات وحي النهضة.
الشارع الذي يحتضن مساحة خضراء بسيطة — أو ما تبقى منها — كانت قد تشكلت وسط بقايا أشجار الكاليبتوس التي تم اجتثاثها من طرف رئيس سابق للمجلس البلدي لا يزال موضوع متابعة قضائية، أصبح في الآونة الأخيرة متنفسًا حقيقياً للساكنة. نساء، رجال، أطفال، وشيوخ يمارسون فيه رياضة الجري والمشي، في غياب أي مرافق ترفيهية بديلة، خصوصًا في هذا الجزء من المدينة الذي يشكو من التهميش.
لكن القرار المفاجئ والقاضي بمنع التوقف والركن في الشارع بأكمله، يطرح علامات استفهام كثيرة: أين سيركن هؤلاء سياراتهم؟
كيف يُعقل أن يُمنع التوقف في شارع سكني يضم متنفساً، بينما شوارع كبرى في مدن سياحية مثل مراكش، كشارع محمد السادس، لا تفرض مثل هذا التشدد رغم ازدحامها؟
ثم، هل المجلس البلدي على علم بأن عشرات الأزقة والأحياء بخريبكة تفتقر نهائيًا لأي علامات تشوير، مما يتسبب في حوادث سير متكررة؟ يمكن الرجوع ببساطة إلى سجلات مصلحة الحوادث لدى الأمن الوطني للتأكد من حجم الضرر.
وما يزيد الطين بلة، أن قرارات التشوير لا تطبق بعدالة على جميع مناطق المدينة. هناك “أحياء محظوظة” وأزقة يتم استثناؤها بعناية، كما حدث مع زقاق لا يتجاوز طوله 40 متراً، تم وضع علامة “ممنوع المرور” فيه بطلب من صاحب مؤسسة خصوصية، لمنع ساكنة تعاونية بأكملها من المرور. ( سنعود للموضوع بكل تفاصيله)
أمام هذا الواقع، لا نملك سوى التمني — نعم، مجرد التمني — أن يعيد المجلس البلدي النظر في طريقة تعامله مع علامات التشوير، وأن يتم تزويد الأحياء بها حسب الأولويات الحقيقية للسلامة وليس حسب الطلبات الخاصة.
كما نأمل أن تتدخل إدارة المجمع الشريف للفوسفاط، وتتبنى هذه الحديقة المتواضعة التي تُعتبر المتنفس الوحيد للساكنة. فلو تولت المؤسسة صيانتها وتطويرها، لربما تحولت إلى فضاء أخضر حقيقي يليق بمدينة فوسفاطية ظلت لعقود تنتظر عدالة مجالية وإنصافًا تنموياً.