:كلاش بريس من خريبكة
مع كل دورة انتخابية، ينبعث من خريبكة ذلك الشعور الثقيل بالإحباط واللاجدوى. نفس الأسماء تعود، كأن الزمن توقف، وكأن قدر هذه المدينة أن تبقى رهينة لعقليات تجاوزها التاريخ. لا جديد يُرجى، ولا أمل يُبنى، فقط إعادة تدوير للوجوه القديمة التي تحترف الشعارات ولا تلامس جوهر التنمية.
هل نحن فعلاً أمام أسماء تستحق ثقة الساكنة؟ أم أن المال السياسي ولعبة شراء الأصوات هي المتحكم الحقيقي في النتائج؟ ألم يحن الوقت لنكف عن تبرير الفشل ونبدأ بفضح ما يقع؟ لماذا تظل ساكنة خريبكة خاضعة لهذا الابتزاز الانتخابي، كأن لا بديل لها سوى القبول بالأمر الواقع؟
أين هي الطاقات الجديدة؟ أين المثقفون؟ أين الشباب؟ هل فعلاً لا توجد في خريبكة أسماء قادرة على كسر هذا الجمود وتقديم نموذج سياسي مغاير؟ أم أن كل محاولة جديدة تُجهض في مهدها، ويُعاد إنتاج الرداءة بصيغ مختلفة؟ حتى حينما حاولت بعض الأسماء المثقفة ولوج المجالس، غابت فجأة عن المشهد وكأن خريبكة محصنة ضد التغيير.
الانتخابات على الأبواب، لكن الشارع في خريبكة لا ينبض بالحياة السياسية. الحديث عنها باهت، يسكنه الشك وانعدام الثقة. المواطن هنا لا ينتظر تغييراً بقدر ما ينتظر تأكيداً جديداً على أن “لا جديد يُرجى”. إنها لحظة حزن جماعي، حيث نعرف أن المسرحية ستُعاد، بنفس الأبطال، بنفس السيناريو، بنفس النتيجة: لا تنمية، لا محاسبة، ولا أفق.
هل كتب على خريبكة أن تتعايش مع هذا المشهد السياسي الرديء؟ من الذي سيحطم هذا الواقع المتحكم فيه؟ هل هناك من يمتلك الجرأة لفضح الفساد، للحديث بصوت مرتفع، لقيادة وعي سياسي بديل؟ أم أن صوت اللامبالاة سيظل الأقوى؟
في النهاية، خريبكة ليست أقل شأناً من باقي المدن. لكنها، للأسف، مدينة تُداس فيها الكفاءات، وتُخنق فيها المبادرات، وتُقتل فيها الأحلام. وأمام هذا الواقع المؤسف، لا نملك إلا أن نطرح بصوت مرتفع:
واك واك أعباد الله… إلى متى سنظل نراقب المشهد وقلوبنا تحترق؟

















