كلاش بريس / خريبكة / في الصورة “المكانة” القديمة
لم يكن المقال السابق الذي سلط الضوء على الحائط القصير المتآكل بمدارة “المكانة” وسط مدينة خريبكة، سوى مدخل لإثارة انتباه المسؤولين والساكنة إلى خلل جمالي في قلب المدينة. غير أن اتصالا هاتفيا كشف أن الموضوع أعمق بكثير مما يبدو على السطح.
مصدر مسؤول و مطّلع، فضّل عدم الكشف عن هويته، اعتبر أن ما أثير حول الحائط مجرد واجهة لإشكال أكبر يتعلق أساسًا بكلفة إنجاز “المكانة” التي قُدّرت، حسب المصدر ذاته، بما يقارب 300 مليون سنتيم، وهو رقم اعتبره “ضخمًا” بالنظر إلى النتيجة الحالية التي لا تعكس حجم الميزانية المرصودة.
وأضاف المتحدث أن النسخة الأولى من “المكانة” التي كانت قائمة سابقًا، كانت أجمل وأكثر انسجامًا مع محيطها، بل وحتى المضخات التي كانت تشغل النافورة المركزية كانت أقل عرضة للأعطاب مقارنة مع الوضع الحالي، حيث أصبحت “المكانة” تعاني أعطابًا متكررة في نظام الضخ، فضلاً عن غياب شبه تام لأي صيانة دورية.
وأكد المصدر أن الوضع الحالي يطرح علامات استفهام كثيرة حول تتبع الأشغال، ومدى احترام دفتر التحملات، مشيرًا إلى أنه لو تم تقديم شكاية لدى النيابة العامة بخصوص المشروع، “لكانت الأمور أخذت منحى مختلفًا”، على حد تعبيره.
وقال المصدر ذاته إن مفتشية وزارة الداخلية وامام ما اصبحت عليه وضعية ” المكانة ” مطالبة بفتح تحقيق في الموضوع، والتدقيق في ما إذا كانت الميزانية المرصودة تتناسب فعليًا مع طبيعة الأشغال المنجزة، مشددًا على أن من حق الرأي العام المحلي أن يعرف حقيقة ما جرى، إن تعلق الأمر بالفعل بشبهات تبديد محتمل للمال العام.
و السؤال :
هل ستتحرك الجهات الوصية لتوضيح ملابسات المشروع، أم أن “المكانة” ستبقى مجرد نافورة صامتة تخفي ما لا يُقال؟