حسين بومهاوتي / كلاش بريس
في مشهد يعكس حجم التدهور الذي تعيشه مدينة خريبكة، اختار المجلس الجماعي استقبال صيف 2025 بمزيد من الارتجالية والتجاهل لاحتياجات الساكنة، التي تواجه موجة حر خانقة، دون توفر مسابح أو فضاءات خضراء تقيهم وأبناءهم قسوة الأجواء، في غياب أي رؤية تنموية أو حلول واقعية.
ووسط هذه المعاناة، تفاقمت أزمة الماء بشكل غير مسبوق، بعد أن أصبحت المدينة تعيش على وقع الانقطاعات المتكررة والطويلة للماء الشروب، ما دفع العديد من الأسر إلى التنقل خارج المدينة بحثاً عن مصادر بديلة، في مشاهد مهينة تختزل واقع الإهمال.
وكمشهد “ساخر” وسط هذا الجحيم اليومي، أصر مسؤولو المجلس الجماعي على تنظيم سهرات صاخبة في ساحة عمومية تُعد المتنفس الوحيد لعدد من الأسر، مستقدمين “فنانين” أثار أداؤهم انتقادات واسعة، واعتبره السكان مجرد صخب لا يتناسب مع معاناتهم اليومية.
وبدل أن يتحرك المجلس لحل مشكل العطش المزمن، فضّل الهروب إلى الأمام، مكرساً حالة الغضب والاحتقان، في وقت يُحمّل فيه عدد من المواطنين المسؤولية لمكتب الشريف للفوسفاط أيضاً، بسبب استنزافه المستمر للفرشة المائية دون مساهمة فعالة في ضمان الماء الصالح للشرب للساكنة.
وإذ تتصاعد حالة الغليان في الأحياء الشعبية، يحذر فاعلون محليون من أن استمرار هذا الوضع قد يدفع الساكنة إلى الاحتجاج بطرق قد تخرج عن السيطرة، فهل تتحرك السلطات المحلية ومكتب الفوسفاط قبل فوات الأوان؟ أم أن دار لقمان ستبقى على حالها؟
