حين يتفوق البشر على إبليس… أزمة الأخلاق في مغرب اليوم

17 يوليو 2025
حين يتفوق البشر على إبليس… أزمة الأخلاق في مغرب اليوم

كلاش بريس /. نعيمة الفاروقي

يوما ما قال ‘آل باتشينو” “الأمور تسير على النحو الذي تريد، حيث الناس أصبحوا أكثر سوءاً منك.” …نعم كانت رسالة قوية وعبارة
فنية في ظاهرها، إلا أنها تختصر بدقة شعوراً ثقيلاً

شعور بدأ يتغلغل فينا كمغاربة.. إحساس له وقع سيء .. القيم تنهار، والفساد الأخلاقي لم يعد استثناءً بل أصبح قاعدة.

صرنا نرى الأنانية وهي تُمارس بلا خجل، والغش يُبرّر بعبارات مثل “كلشي كيديرها”، والنفاق الاجتماعي يلبس ثياب الوقار، بينما تُداس المبادئ تحت أقدام المصلحة والربح السريع.

سؤالنا اليومي نحن الكبار في السن ..أين اختفت شهامة الناس؟ أين ذهبت المروءة والتضامن والتكافل الذي كان يميز أبناء هذا الوطن؟
حتى داخل الأسر، العلاقات تتفكك، والحسابات تُغلب على المحبة. في الشوارع، الصراخ والتجاوزات. في الإدارات، الوجوه العابسة والقلوب الباردة. في المدارس، عنف لفظي وجسدي، وحتى بين الأصدقاء، الخيانة أصبحت “أمر واقع”.

بعضنا يشتكي من السياسات أو الفقر أو التهميش لكن اليوم بدأت الشكاوي تشمل شيء أعمق: إنه انكسار البوصلة الأخلاقية. صار إبليس في عطلة، لم يعد يحتاج إلى الوسوسة، فقد تكفل كثيرون بالمهمة عنه، وبشكل “احترافي”.

هذا السواد كثير والحقد اكثر ..ومع ذلك يوجد بصيص أمل. فالمجتمعات تنهض حين تعترف بأمراضها وتقرر مواجهتها، لا تجميلها. وشباب المغرب، بتاريخهم وثقافتهم وروحهم الجماعية، ما زال قادراً على استعادة شيء من نوره الأخلاقي، إن وجدت الإرادة، وإن تصالح الفرد مع ضميره.

لعلها ليست دعوة إلى التذمر، بل إلى المراجعة. مراجعة جماعية لذواتنا، قبل أن نُسلم الوطن للفراغ.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة