:
كلاش بريس / الرباط
تشهد مخيمات تندوف تصعيدًا غير مسبوق في وتيرة الغليان الشعبي، بعدما اندلعت موجة واسعة من الاحتجاجات تطالب برحيل القيادة الحالية لجبهة البوليساريو، وعلى رأسها إبراهيم غالي، فيما يشبه “انتفاضة شعبية” ضد قيادة توصف من قبل المحتجين بأنها فاقدة للشرعية ولا تمثل تطلعات سكان المخيمات، بل تستمد بقائها من دعم المخابرات العسكرية الجزائرية.
وقد تداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي رسائل صوتية ومكتوبة صادرة من داخل المخيمات، تدعو إلى توحيد الصفوف بين مختلف الفئات والانخراط الجماعي في مواجهة ما يصفونه بالحكم الفاسد والمستبد المفروض على الساكنة منذ عقود.
وفي محاولة يائسة لاحتواء هذا الحراك، تلجأ قيادة البوليساريو إلى أساليب الترهيب والقمع، وسط تزايد المخاوف من انفجار الأوضاع بشكل قد يضع ليس فقط مستقبل الجبهة على المحك، بل يحرج أيضًا النظام الجزائري الذي يُتهم من طرف السكان بدعم الانتهاكات والتستر عليها.
وتتصاعد الاتهامات الموجهة لقيادة “الرابوني” بارتكاب خروقات جسيمة داخل المخيمات، من بينها القمع الممنهج لحرية التعبير، والتنكيل بالمعارضين، وحرمان السكان من أبسط مقومات العيش الكريم، فضلًا عن اختلاس المساعدات الإنسانية الدولية وتوزيعها بطريقة انتقائية تخدم الولاء السياسي، وهو ما عمّق من حالة السخط واليأس بين السكان المحتجزين.
وتأتي هذه الأحداث في وقت يتزايد فيه الزخم الدولي الداعم لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدمه المملكة المغربية، والذي بات يحظى باعتراف متصاعد من عواصم القرار العالمي، مما يضع مشروع البوليساريو في مأزق حقيقي ويفتح الباب واسعًا أمام إنهاء هذا النزاع المفتعل بشكل نهائي.
