كلاش بريس /. تازة
تعيش مدينة تازة، في السنوات الأخيرة، وضعاً متشابكاً تتداخل فيه رهانات التنمية المحلية مع إكراهات تدبير الملفات الاجتماعية والخدماتية. ورغم أنها تُعتبر من بين أعرق الحواضر المغربية تاريخاً وحضارة، فإنها تواجه اليوم عدداً من المعضلات التي تؤثر بشكل مباشر على جودة حياة المواطنين.
وفي هذا السياق، قال عبد الإله زريق، كاتب فرع حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي بتازة، إن “المجلس الجماعي يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية في ما يعيشه الشارع التازي من مظاهر اختلال، لاسيما في ما يتعلق بانتشار ظاهرة احتلال الملك العام”. وأضاف أن هذا المشكل “أربك السير العادي للطرقات وضيّق على الراجلين وشوّه جمالية الفضاء العام، في ظل غياب حلول متوازنة تراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي وتفرض احترام القانون”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن القطاع الصحي بدوره يشكّل مصدر قلق كبير للساكنة، موضحاً أن “المستشفى الإقليمي ابن باجة يعاني من ضعف البنية التحتية، قلة الموارد البشرية، ونقص في التجهيزات الطبية، وهو ما يضطر المرضى إلى التنقل لمدن أخرى طلباً للعلاج، بما يضاعف معاناة الأسر”.
وفي الشق التنموي، أكد زريق أن “تازة ما تزال في حاجة إلى مشاريع مهيكلة قادرة على خلق فرص الشغل وجلب الاستثمارات، في ظل غياب مناطق صناعية نشيطة وضعف المبادرات الموجهة للشباب”، مبرزاً أن دور المجلس الجماعي يجب أن يتجلى في التخطيط الاستراتيجي والترافع من أجل إدماج المدينة في دينامية التنمية الوطنية.
كما لفت إلى أن “ظاهرة الكلاب الضالة باتت من أبرز المعضلات التي تهدد سلامة الساكنة، بعدما سُجّلت اعتداءات خطيرة استهدفت مواطنين بينهم أطفال ونساء”، داعياً المجلس الجماعي إلى “وضع برنامج استعجالي يقطع مع الحلول الترقيعية ويراعي الأبعاد الصحية والبيئية والإنسانية”.
وأضاف زريق أن ظاهرة التشرد والتسول “تعكس غياب سياسة اجتماعية مندمجة”، مشدداً على أن المجلس الجماعي “يمكن أن يلعب دوراً محورياً عبر عقد شراكات مع الجمعيات والمصالح المختصة لإيجاد حلول تحفظ كرامة هذه الفئة”.
وختم كاتب فرع فيدرالية اليسار الديمقراطي بتازة بالقول إن “التدبير المحلي لم يعد يقتصر على الخدمات اليومية البسيطة، بل أصبح يتطلب رؤية استراتيجية شاملة تستجيب لمطالب الساكنة في الصحة والتنمية والأمن الحضري والعيش الكريم”، متسائلاً في الآن ذاته: “هل سينجح المجلس الجماعي في الارتقاء بتازة إلى مستوى طموحاتها التاريخية والمجالية؟”
