كلاش. بريس /. الرباط
من داخل معتقله بسجن الحراش في الجزائر، بعث الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال رسالة مؤثرة دعا فيها الشعب الجزائري إلى مواصلة الصمود في وجه ما وصفه بـ”ديكتاتورية النظام الحاكم”، مؤكداً أن جريمته الوحيدة هي إيمانه بأن الكلمات قادرة على إنقاذ الوطن من الفساد والعنف.
وقال صنصال في مستهل رسالته: “إذا وصلتكم هذه الرسالة، فهذا يعني أنه رغم الجدران والأقفال والخوف، ما زالت هناك ثغرات يمكن للحقيقة أن تتسلل منها. أكتب إليكم من زنزانة يندر فيها الهواء، ولا يدخلها النور إلا ليذكر السجناء بأنهم ما زالوا أحياء، لكنهم ليسوا أحرارا أبدا”. وأضاف: “لستُ الأول ولا الأخير الذي يتعرض لاستبداد النظام الجزائري… الدكتاتورية تسجن كما يتنفس المرء: بلا جهد، وبلا خجل”.
وتابع الكاتب الموقوف: “ذنبي أنني واصلت الإيمان بأن الكلمات يمكن أن تنقذ هذا البلد من شياطينه… أنا أعاني، نعم. جسدي يخونني، والمرض ينهش قواي، والنظام يأمل أن أرحل في صمت. لكنهم واهمون! فصوتي، حتى وهو مقيّد، لا يخصهم”. ووجّه صنصال رسالة مباشرة إلى فرنسا، التي وصفها بـ”وطنه الثاني”، قائلاً: “لا ترفعوا الراية البيضاء، ولا تضحوا بقيمكم على مذبح المصالح الاقتصادية أو التحالفات الظرفية”.
وأكد الكاتب أنه لا يطلب حريته كمنّة بل باسم العدالة، محذراً من أن الاستسلام أمام نظام “يفلت من المحاسبة” اليوم سيفتح الباب أمام مزيد من الانتهاكات غداً. وختم رسالته برسالة أمل للجزائريين: “اصمدوا… أعلم أن يوماً ما سيسقط الجدار، فالدكتاتوريون يسقطون دائماً في النهاية… الكتابة هي الحرية الوحيدة التي لا يمكنهم مصادرتها، وبها سنبقى على قيد الحياة”.
يُذكر أن السلطات الجزائرية أوقفت صنصال في نونبر الماضي بمطار الجزائر العاصمة، ووجهت له تهم من بينها “المساس بوحدة وأمن واستقرار الوطن”. وفي مارس الماضي، حكمت محكمة جزائرية عليه بالسجن خمس سنوات وغرامة مالية، وهو الحكم الذي أثار ردود فعل دولية واسعة طالبت بالإفراج عنه بسبب وضعه الصحي.