بودن : القرار 2797 يؤسس لمرحلة جديدة في حل قضية الصحراء تحت السيادة المغربية

5 نوفمبر 2025
بودن : القرار 2797 يؤسس لمرحلة جديدة في حل قضية الصحراء تحت السيادة المغربية

قال محمد بودن الخبير المغربي في الشؤون الدولية المعاصرة، إن القرار الأممي 2797 يمثل فجرا جديدا في تاريخ ملف “الصحراء” بالنظر لأهميته التاريخية وسياقه وما أوصى به بخصوص مبادرة “الحكم الذاتي”، منهيا مسلسلا من الغموض الذي دام لسنوات.

وأضاف أن القرار الصادر عن مجلس الأمن هو إيذان بنضوج حل سياسي موسوم بالواقعية والبراغماتية، حيث حققت المملكة المغربية منذ سنة 2007 مكاسب متوالية لصالح مخطط “الحكم الذاتي” باعتباره خيارا وطنيا قابلا للتطبيق، ويلبي انتظارات ساكنة “الصحراء” في الأخذ بزمام المصير تحت السيادة المغربية بسلك مسار التنمية والديمقراطية.

وتابع: “استجابة لمضمون القرار الذي تبناه مجلس الأمن وجه جلالة الملك محمد السادس خطابا ملكيا مرحبا بهذا التحول التاريخي، والملاحظ أن هذا الترحيب يعد أسرع رد فعل للمغرب والأعلى من حيث المستوى منذ عقود في التفاعل مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.

بخصوص الانفتاح على الحوار الإقليمي وخاصة الجزائر، يوضح بودن أن الأمر يتعلق بإرادة مغربية راسخة، خاصة أن المملكة المغربية واضحة في سياستها الخارجية تجاه الجوار واليد الممدودة خيار مغربي صامد في وجه التعقيدات.

ويرى الدكتور محمد بودن أن الموقف المغربي يستمد قوته من الشرعية التاريخية وروابط البيعة التي تجمع ملوك المملكة المغربية بساكنة “الصحراء”، فضلا عن زحم المنجزات التنموية المشهودة اليوم بمناسبة الذكرى 50 للمسيرة الخضراء، والذكرى العاشرة لإطلاق النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، علاوة على الدعم الدولي الواسع من حيث نطاقه ومكوناته “لمبادرة الحكم الذاتي” تحت السيادة المغربية، والقنصليات العامة التي فتحها في كل من مدينتي العيون والداخلة في تجسيد لإرادة تتناسب مع اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لسنة 1963.

وأشار الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة إلى أن المغرب يتبنى في جواره قناعة السلام والتعاون والبناء وفي ظل الوضع الراهن للعلاقات بين المغرب والجزائر، فإن كل إشارة أو خطوة تحمل أملا جديدا للحوار والتعاون والعلاقات الإنسانية والعائلية والجوار بين سكان جانبي الحدود بالدرجة الأولى، وللشعوب المغاربية الخمسة في إطار أوسع.

بشأن انعكاسات قرار مجلس الأمن على الأمن والاستقرار في المنطقة، يوضح بودن أن القرار لا يتعلق بإنجاز للمغرب فحسب، بل إنه يمثل أرضية من شأنها أن تؤدي الى تحقيق إنجاز كبير وتوافقي لصالح الأطراف المعنية بالنزاع المفتعل، شريطة عدم الاستمرار في تضييع الفرص واستخلاص الدروس القيمة من الماضي، ومن حصيلة الخلاف الإقليمي والتي تمثل اليوم عنوانا لهدر الطاقة وتضييع الفرص.

وتابع: “بالتالي أرى أن خيار الانخراط في بحث الحل المتعلق بالحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية من شأنه يلبي طموحات الجميع في المنطقة المغاربية، في إطار مقاربة لا غالب ولا مغلوب”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة