بنكيران.. الوجه القديم بخطاب ديني متهالك

3 أغسطس 2025
بنكيران.. الوجه القديم بخطاب ديني متهالك

كلاش بريس / الرباط

من جديد، يخرج عبد الإله بنكيران من صمته ليُقدم للمغاربة وصفته السحرية العجيبة: الذكر والدعاء لمدة عامين استعداداً للانتخابات. وكأن مشاكل هذا البلد تُحل بالأوراد عوض البرامج، وكأن المعارك الانتخابية تخاض بالمسبحة لا بالكفاءة والوضوح والمسؤولية.

بنكيران الذي أسقطه المغاربة في انتخابات 2021 سقوطاً مدوياً، لم يفهم الدرس بعد. يعود بنفس العقلية القديمة: خطاب ديني شعبوي، مزايدات أخلاقية، وقليل من “المظلومية” السياسية، في محاولة يائسة لإعادة ترميم صورته التي تكسرت تحت وطأة قراراته اللاشعبية حين كان رئيساً للحكومة.

المغاربة يذكرون ان بنكيران هو صاحب أكبر عملية تقشف على حساب المواطن البسيط: رفع الدعم، تجميد الأجور، ضرب القدرة الشرائية، وتخريب نظام التقاعد.

بنكيران هو أول رئيس حكومة قال للمغاربة بوجه مكشوف: “أنا ما نزيدش الموظفين”، بل طالبهم بالصبر، وهو في نفس الوقت يدافع عن تعويضات الوزراء ومعاشات البرلمانيين.

واليوم، بدل أن يقدم نقداً ذاتياً حقيقياً أو يعتذر عن الخراب الذي خلّفه، يخرج علينا بنداء ديني يطلب فيه من شباب الحزب الإكثار من الذكر! هل هذه ندوة روحية أم إعداد حزبي؟ هل الدين عند بنكيران مجرد وسيلة لتعبئة قواعد حزبية أنهكتها الهزائم المتتالية؟

السياسة، يا بنكيران، ليست موعظة، والمغاربة ليسوا سذّجاً. إذا كنت تملك مشروعاً سياسياً فاطرحه بوضوح، أما التستر وراء الدين والحديث باسم الله من أجل مكاسب انتخابية، فقد بات مفضوحاً وممقوتاً. هذه الأساليب انتهى زمانها، والشعب اليوم يريد من يخاطبه بالعقل لا بالعاطفة، بالحلول لا بالشعارات، وبالصدق لا بالمسرحيات.

ختاما …بنكيران تعيش في وهم الزعامة القديمة. لكن الزمن تغيّر، والشعب تغيّر، واللغة تغيّرت. ما يصلح اليوم هو الصدق، أما المتاجرة بالدين فقد فقدت مفعولها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة