كلاش بريس / ع عياش
مرة أخرى يؤكد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أنه لا يحتمل أي صوت مخالف داخل حزبه أو محيطه الدعوي.ومرد القول يعود لهجومه الأخير على عبد العزيز أفتاتي، أحد أبرز وجوه الحزب، فقط بسبب تدوينة على موقع “فيسبوك”، في مشهد يكشف عن رغبة واضحة في إسكات كل رأي لا ينسجم مع مزاجه الشخصي.
هذه الواقعة ليست معزولة، بل تأتي بعد أيام قليلة من خرجة مماثلة ضد أحمد الريسوني، الرئيس الأسبق لحركة التوحيد والإصلاح، حين انتقد وزارة الأوقاف. يومها لم يدافع بنكيران عن حرية التعبير كما يفعل في خطبه، بل سارع إلى توبيخ الريسوني والتقليل من حدة موقفه. الصورة تترسخ: بنكيران يريد “بيجيدي” خاضعاً لتراتبية الزعيم، لا حزباً حياً قائم على التنوع والنقاش.
أيضاً واقعة مصطفى الرميد الذي ردّ بقوة على مزاعم بنكيران بكونه الوحيد الذي قاد حملة 2011، معتبراً أن الأمين العام خالف توجيهاته السابقة حول أدب الاختلاف، بعدما سفّه جهود رفاقه وانتصَر لنفسه.وهو القائل ” انا بوحدي الي درت الحملة وكاين اللي مشا الحج”
المفارقة أن الرجل الذي طالما قدّم نفسه ضامناً للاستقرار ومرجعاً في الأخلاق السياسية، هو نفسه من هاجم رفاقه القدامى كالرباح وأمكراز والداودي وهو نفسه الذي يسارع إلى اصدار التوجيهات الداعية إلى الصمت بينما لسانه لا يتحرك الا ويخلق ضجة كان اخرها ..حموينا من اسرائيل ولا مابقات بيعة ”
اليوم بنكيران بات شغله الشاغل أن يبقى الطوندوس السياسي حتى ولو كان الثمن مهاجمة رفاق الأمس وإضعاف الحزب من الداخل وعليه يمكن الجزم ان الاخير لا يرى في العدالة والتنمية سوى منصة شخصية، يريدها على مقاسه وحده، زعيماً أوحد يضيء الساحة بمفرده ويطفئ كل الشموع من حوله.

















