“بنعبد الله “… حنين إلى “ريع” إنتخابي بواجهة جديدة

4 سبتمبر 2025
“بنعبد الله “… حنين إلى “ريع” إنتخابي بواجهة جديدة

كلاش بريس / ع عياش

على عكس المتوقع و بعد أن تنفّس المغاربة الصعداء بإلغاء لائحة “ريع” الشباب، التي تحولت إلى بوابة لتوزيع المقاعد البرلمانية على المقربين والموالين بدل أن تكون مدخلاً حقيقياً لتجديد النخب، يعود نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ليطالب بعودة هذا الريع بوجه جديد وتحت مسميات أخرى.

ففي مذكرته المرفوعة إلى وزارة الداخلية حول تعديل القوانين الانتخابية، لم يكتف بنعبد الله بالمطالبة بالرفع من عدد المقاعد المخصصة للنساء عبر اللوائح الجهوية، بل ذهب أبعد من ذلك حين دعا إلى تخصيص لائحة جديدة تحت مسمى “لائحة الأطر والكفاءات”، أي “ريع” آخر يمنح فرصاً جاهزة لمن اختارتهم قيادة الحزب لا صناديق الاقتراع.

الخطير في الأمر أن الأمين العام لحزب كان يفترض فيه أن يدافع عن قيم الديمقراطية والتنافس الشريف، يصر على مقاربة “المقاعد السهلة”، بدل الدفع في اتجاه فتح المجال أمام الشباب والكفاءات عبر الصراع الانتخابي الحقيقي، المبني على إقناع المواطنين وبرامج واقعية.

والسؤال … أليس في ذلك إهانة لذكاء الناخبين وتقزيماً للعمل السياسي؟ أم أن بنعبد الله يسعى فقط لتأمين “مقاعد مضمونة” لمحيطه الحزبي، بعدما عجز في أكثر من استحقاق انتخابي عن إقناع المواطنين؟

والمؤكد ان منطق الريع الذي يحاول حزب التقدم والاشتراكية إحياءه لا يخدم الديمقراطية بل ينعش الاحزاب الهشة التي عجزت عن إقناع الناخبين بالبرامج والأفكار، فتلجأ إلى المطالبة بلوائح الريع والامتيازات الانتخابية لضمان مقاعد جاهزة لمقربيها،وهو مشهد يكشف أن بعض القيادات لا تؤمن بالتنافس الديمقراطي الحقيقي بقدر ما تبحث عن طرق ملتوية تبقيها حاضرة تحت قبة البرلمان رغم فشلها المتكرر في كسب ثقة المواطنين.

باختصار شديد … نبيل بنعبد الله لم يتجاوز بعد “عقدة الريع”.. يريد أن يضمن ربع مقاعد حزبه بالهدايا بدل أن يغامر بربع الأصوات في معركة نزيهة!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة