بفلوسنا.. محامي شيرين بغا يدّعينا!

30 يونيو 2025
بفلوسنا.. محامي شيرين بغا يدّعينا!

كلاش فني /. صفاء الدركي

في سابقة غريبة لا تخلو من التهريج، خرج محامي الفنانة شيرين عبد الوهاب، ياسر قنطوش، ببيان ناري يهدد فيه بمقاضاة كل من “يتجرأ” على انتقاد شيرين بعد مشاركتها الأخيرة في مهرجان موازين بالرباط، والتي خلفت استياءً واسعًا في صفوف الجمهور المغربي.

المحامي، وكأنه يتحدث باسم مؤسسة فوق النقد، اعتبر أن ما تتعرض له شيرين “حملة ممنهجة” هدفها إسقاط أي نجاح تحققه، دون أن يوضح لنا أين يوجد هذا النجاح أصلًا، وهل المقصود هو الغناء بالبلاي باك؟ أم الحضور المتأخر؟ أم الأداء الباهت الذي لم يُرضِ حتى عشاقها الأوفياء؟

دعونا نذكّر السيد المحامي أن شيرين تُدعى إلى مهرجان موازين مقابل أموال طائلة من المال العام أو من جيوب الرعاة الكبار، وأنه من حق الجمهور الذي حضر بالآلاف، وتعرّض للإغماء بسبب الزحام، أن يُبدي رأيه، وأن يرفض أن يُعامل كأداة تصفيق لعرض مُعلب، يفتقر لأبسط شروط الاحترام.

فهل أصبح مهرجان موازين الآن منصة لتوزيع التهديدات القانونية؟ وهل الجمهور المغربي، الذي يُفترض أن يكون الطرف المُحتفى به، صار عُرضة للتأديب القضائي لأنه قال رأيه في فنانة تمّ استدعاؤها وتكريمها وتضخيم صورتها؟

شيرين، بمنتهى الصراحة، جاءت وفعلت ما أرادت، وفرضت شروطها، وغنّت بصوت مسجل، ورفضت لقاء الصحافة، ولم تلبس القفطان المغربي، ومع ذلك، نُسِج حولها جو من التبجيل والتدليل، وكأنها فوق النقد والمحاسبة.

وها هو محاميها، بدل أن يعتذر أو يُراجع ما حدث، يختار أن يُهدد جمهورًا كاملاً بالإجراءات القانونية. هل نُسكت كل من صرخ بأنه شعر بالخداع؟ هل يُحاكم من غادر الحفل ساخطًا؟ هل نُلاحق من كتب تدوينة أو نشر رأيًا؟ هذا فعلاً تحول من الفن إلى “محكمة التفاهة”.

ما حدث في حفل شيرين ليس مجرد إخفاق، بل هو مهزلة حقيقية بكل المقاييس، والسكوت عنها أسوأ من انتقادها.
:
وهنا نتساءل بصراحة: هل مهرجان موازين أصبح مصدرًا للمشاكل أكثر منه للفرح والفن؟ هل من المعقول أن نصرف الملايير من المال العام، لنسمع أداءً باهتًا، ولا يُسمح لنا حتى بالنقد؟!

هذا المهرجان، بدل أن يكون منبرًا للفن الرفيع، صار مجرد منصة للمشاكل والجدل، و”بفلوسنا” تُفرض علينا شروط وتهديدات بدل الاستمتاع الحقيقي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة