كلاش بريس
حذّر الباحث المغربي في قضايا الهجرة، خالد منة، من تداعيات تحميل المهاجرين المغاربة مسؤولية جريمة معزولة راح ضحيتها مسن إسباني، معتبراً أن ذلك أدى إلى موجة من الاعتداءات العنصرية بحق الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا.
وأوضح منة أن “اليمين المتطرف” استغل الحادث لتأجيج مشاعر الكراهية وتغذية خطاب عنصري يُحمّل المهاجرين المغاربة مسؤولية الأزمات الأمنية والاجتماعية التي تعرفها بعض المناطق، بالرغم من عدم وجود أي دليل يربط الجريمة بجالية معينة.
وقال الباحث إن ما حدث يُظهر تحولاً خطيرًا من واقعة فردية إلى عنف جماعي، يعكس هشاشة التماسك الاجتماعي وغياب التمييز بين المسؤولية الفردية والانتماء الجماعي، إلى جانب قصور في دور الإعلام والسياسات المحلية في التعامل مع قضايا الهجرة.
وتأتي هذه الأحداث في ظل استمرار تصدر المغاربة قائمة المهاجرين المقيمين في إسبانيا، بأزيد من مليون شخص، ما يجعلهم أكبر جالية أجنبية في البلاد بعد فرنسا، وهو ما يجعلهم عرضة لموجات متكررة من الاستهداف، خصوصًا في ظل تنامي الشعبوية وسيطرة بعض الخطابات المتطرفة على المشهد السياسي والإعلامي.
ودعا خالد منة إلى فصل النقاشات الأمنية عن قضايا الهجرة، والعمل على حماية الجاليات المهاجرة من الاستهداف العنصري، عبر مقاربات قائمة على الإدماج والعدالة والمواطنة، بدل المقاربات التمييزية التي تؤجج التوتر وتعمق الانقسام داخل المجتمعات المستقبلة.
وفي ما يتعلق باستغلال الحادثة، قال منة إن “اليمين المتطرف يعيش حالة من الترقب لكل الحالات المماثلة، ويستغل هذا النوع من الحوادث لتأجيج خطاب الكراهية، وتحميل المهاجرين مسؤولية الأزمات الاجتماعية والأمنية”.
وأشار إلى أن “تصريحات بعض الزعامات اليمينية، وكذلك التفاعلات عبر منصات التواصل الاجتماعي، تُظهر كيف يتم توظيف مثل هذه الأحداث لتبرير مشاريع سياسية تستهدف النيل من حقوق المهاجرين وتشديد سياسات الهجرة”.
وحذر منة من أن هذا الخطاب “يعزز الانقسام، ويُسهم في تطبيع العنصرية داخل المجتمعات الأوروبية”.