كلاش بريس / الرباط
حذّر حسين اليماني، الفاعل النقابي والخبير في قضايا الطاقة، مما وصفه بـ“المسار المتكرر” لرفع الدعم عن المواد الأساسية، مؤكداً أن التبريرات التي تُقدّم للرأي العام حول استفادة الأغنياء من صندوق المقاصة “مجرد خطاب يخفي استفادة لوبيات السوق بعد التحرير”.
وأوضح اليماني في تصريح صحفي أن التجارب السابقة، وعلى رأسها تحرير قطاع المحروقات، أظهرت أن حذف الدعم لا ينعكس إيجاباً على القدرة الشرائية للمواطنين، بل يفتح المجال أمام ارتفاعات متتالية في الأسعار، تكون الفئات الفقيرة والأسر محدودة الدخل أول من يتأثر بها. وأضاف أن الدعم المباشر الذي تتحدث عنه الحكومة “لا يمكنه في أي حال من الأحوال تعويض الفارق الكبير الذي تخلّفه الزيادات المتتالية”.
وأشار إلى أن المسلسل ذاته ينتقل اليوم إلى غاز البوطا، وأن المؤشرات الحالية تؤكد أن مواد أساسية أخرى في الطريق، من بينها الخبز والسكر والكهرباء والماء، وهو ما ينذر، حسب تعبيره، بموجة جديدة من الغلاء تمسّ أساسيات العيش اليومي.
كما نبّه اليماني إلى أن رفع الدعم قد يمتد، في مرحلة لاحقة، إلى قطاعات عمومية تعتبر آخر ما تبقى للأسر من خدمات اجتماعية مثل التعليم والصحة، الأمر الذي قد يفاقم الهشاشة الاجتماعية ويزيد الضغط على الفئات الأكثر تضرراً من التراجع المتواصل للقدرة الشرائية.
وختم المتحدث دعوته بضرورة إعادة تقييم سياسات تحرير الأسعار، وتعزيز آليات المراقبة والشفافية في السوق، قبل أي خطوة تتعلق برفع الدعم، حمايةً للطبقات المتوسطة والفقيرة من تداعيات قد تكون أعمق من المتوقع.

















