الهدوء الظاهري بعد الإحتجاجات .. هل تحركت الحكومة فعلاً أم تختبئ وراء الإعلام؟

23 نوفمبر 2025
الهدوء الظاهري بعد الإحتجاجات .. هل تحركت الحكومة فعلاً أم تختبئ وراء الإعلام؟

كلاش بريس / الرباط

تابع المغاربة احتجاجات “جبل زيد” بل وضعت الأغلبية يدها على قلبها تحسبا للقادم السيؤ.. سلسلة احتجاجات شهدتها مختلف مناطق البلاد، كانت كفيلة بأن تخرج جل الوزراء من مكاتبهم المكيفة …

ايام تلك الإحتجاجات بدا المشهد السياسي والإعلامي مختلفاً تماماً..الوزراء يتكلمون والميكروفونات بسطت امام الجميع من اجل التشخيص والتنبيه ..زيارات ميدانية ان جمعتنا في صعيد واحد ستقول بكل تردد ..الاصلاح طلب حق الضيف

اليوم .. اختفت تلك الزيارات الميدانية، وتوقفت الحملات المصورة، وتلاشت أخبار التدخلات الاستعراضية التي كانت تملأ الشاشات والصفحات ..اختفى الوزراء فجأة من البرامج الحوارية التي كانوا يملؤونها خلال الأزمات. هذا التحول المفاجئ يثير سؤالاً جوهرياً: هل تحسنت الأمور فعلاً، أم أن الهدوء الظاهري يخفي واقعاً مختلفاً؟

التوقف عن الظهور الإعلامي لا يعني بالضرورة أن الملفات التي أُثيرت أثناء الاحتجاجات قد حُلت. الصحة والتعليم وفرص الشغل ومكافحة الفساد، جميعها ملفات ضخمة ومعقدة، لا تُحل بمجرد صور على شاشات التلفزيون أو تصريحات إعلامية..الحقيقة ان الواقع يشير إلى أن كثيراً من هذه القضايا لا تزال تواجه تحديات بنيوية حقيقية: فالمستشفيات تعاني من نقص المعدات والأدوية في بعض المناطق، والمدارس ما زالت تعاني من ضعف البنية التحتية ومنهجية التعليم، والبطالة تظل هاجساً يومياً للشباب، والفساد ما زال يعوق توزيع الموارد بشكل عادل وشفاف.

بكل صراحة ..الهدوء الظاهري بعد العاصفة ليس مؤشراً على نجاح السياسات، بل اختبار لقدرة الحكومة على تحقيق إصلاحات حقيقية. غالعمل الفعلي يتطلب جهوداً داخلية مستمرة وصبرًا على تنفيذ التغييرات الهيكلية ..والمواطن يعرف جيدا ان الحكومة إلى حد الان تكتفي بخلق انطباع زائف على اساس ان كل شيء على ما يرام

السؤال الان ..اي نتائج تحققت بعد الاحتجاجات غير اجتماعات ماراطونية يرجى منها معرفة الاهداف في الوقت الذي يطالب فيه برؤية نتائج ملموسة على الأرض: مستشفيات مجهزة بكوادر وأدوات فعالة، مدارس تحضّر جيل المستقبل، فرص شغل حقيقية تخرج الشباب من دائرة البطالة، وقيادة شفافة تحارب الفساد بجدية.

من الغير المعقول ان تعتقد الحكومة أن التركيز على إدارة الصورة الإعلامية قد يجدي نفعا ..ومن الجيد أن تفهم الحكومة ان أي هدنة ظاهرة لن تصمد أمام الحقيقة

ان الهدوء بعد الاحتجاجات فرصة حقيقية لإظهار نتائج ملموسة، لكنه أيضاً اختبار حقيقي لمصداقية الحكومة وقدرتها على التغيير الفعلي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة