كلاش بريس /. الرباط
لم تمر أيام كثيرة على عودة هشام المهاجري، النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، حتى خرج بتصريحات أقل ما يقال عنها إنها مسيئة لفئة تشتغل في صمت وسط قطاع يُجمع الجميع على أنه منهك ومهترئ.
المهاجري، وبدل أن يوجه نيران نقده إلى السياسات الصحية المتعاقبة أو إلى فشل الدولة في تأهيل المنظومة الصحية، اختار الطريق الأسهل: الهجوم على الممرضين، خاصة في العالم القروي، واتهامهم صراحة بأن بعضهم “كيقضي الوقت في لعب الكارطة أو نقش الحناء”.
لكن، ماذا عن الواقع الحقيقي الذي يعرفه كل من زار مستشفى عموميا أو مركزا صحيا نائيا؟
ماذا عن الممرض الذي يشتغل لأيام متواصلة بلا راحة ؟
ماذا عن الإهانات والاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها داخل المرافق الصحية؟
ماذا عن النقص المهول في التجهيزات والأطر، والضغط الكبير الذي يعمل فيه؟
بل ماذا عن الرواتب التي لا توازي أبسط مجهوداتهم، في بلد يصرف الملايير على أمور أقل أولوية؟
أن تختزل أزمة الصحة في ممرضين “يلعبون الكارطة” هو تبسيط فج ومخجل لمشكل بنيوي تُجمع عليه تقارير وطنية ودولية.هلى اعتبار ان
الأزمة ليست أزمة موظف، بل أزمة منظومة. أزمة سياسة صحية غائبة، ومحاسبة منعدمة، ورؤية ضبابية.
إذا كان المهاجري جادا في انتقاده، فليبدأ من الأعلى: من الوزارة، من الحكومة، من ميزانية الصحة، من التوزيع غير العادل للأطباء، من الخصاص في الموارد، من التكوين، من التحفيز، من الإنصاف.
أما الهروب إلى الحيط القصير، فذلك لا يحتاج إلى برلماني. بل إلى شجاعة نفتقدها في خطاب كثير من ممثلي الأمة.

















