كلاش بريس / عبد الرحمان جبير
يسجّل المتتبعون للشأن الصوفي بالمغرب أن الشيخ منير البودشيشي يعتمد، في الآونة الأخيرة، منهجاً تنظيمياً غير مسبوق في تدبير العلاقة مع مريدي الزاوية البودشيشية، يقوم على اللقاءات الجهوية المنتظمة بزاوية مداغ، حيث يُستقبل المريدون جهة بجهة، وفق برنامج مضبوط يتيح تواصلاً مباشراً وشخصياً مع الشيخ.
هذا التوجه يعكس وعياً تنظيمياً ورؤية فكرية واضحة لدى الشيخ منير، الذي يسعى من خلال هذا النمط إلى إتمام مسيرة السر الرباني الموصى به عبر القرب الميداني والإصغاء لهموم كل منطقة على حدة. فبعد المرحلة الحساسة التي مرت منها الزاوية، يبدو أن الشيخ منير اختار العودة إلى القاعدة، مستلهماً من روح الطريقة قيم الإصلاح والتجديد الهادئ، بهدف ترميم ما تصدّع وإحياء روح الجماعة من الداخل.
وكان آخر هذه الاستقبالات موجهاً إلى مريدي جهة بني ملال – خنيفرة، حيث استقبل الشيخ منير الوفد الجهوي في أجواء مفعمة بالسكينة والبهجة الروحية.
وقد كان ضمن الحاضرين موفد موقع “كلاش بريس” الذي نقل تفاصيل اللقاء بكل رموزه وإشاراته، ووصف لحظات الوصل بأنها كانت غنية بالدفء الروحي، مؤكداً أن حقيقة الارتباط بالزاوية البودشيشية تتجاوز الخلافات العابرة، وأن خلاف الإخوة لا يدوم طويلاً، لأن المصالح الروحية والوجدانية للمريدين تبقى فوق كل اعتبار.
وينقل موفد “كلاش بريس” ان الشيخ منير لا يكتفي بالكلام العام أو الخطاب الطقوسي، بل يركّز على الإنصات والتفاعل، في مسعى لإعادة بناء الثقة بين القيادة الروحية والمريدين، وتثبيت قناعة مفادها أن الزاوية ليست فقط فضاءً للذكر، بل أيضاً مدرسة روحية واجتماعية تُعنى بشؤون أتباعها وتستوعب اختلافاتهم.
وفي سياق تجادب اطراف الحديث مع بعض المريدين سجل موفد الموقع أن الاجماع يصب في ان منير البودشيشي له القدرة على لمّ شتات المريدين بعد ايام من الجفاء والتباعد” على اعتبار أن إحياء الشيخ منير لقاءات الوصل الجهوية لا يمكن قراءته إلا كخطوة واعية نحو تثبيت موقعه داخل المشهد الصوفي المغربي، وإعادة رسم ملامح الزاوية في زمن التحولات.
وفي السياق ذاته، سجّل حضور قوي لمريدي الزاوية خلال ليلة المسيرة الخضراء، حيث شارك عدد منهم في الأنشطة الوطنية المنظمة بالمناسبة، في موقف يُظهر التزامهم بقضايا الوطن، وعلى رأسها الدفاع عن الوحدة الترابية والحكم الذاتي. وهو ما يبرز أن الشيخ منير يحرص على أن يبقى المريد البودشيشي فاعلاً في المجتمع ومؤمناً بثوابته الوطنية، وأن الصوفية، في بعدها الأصيل، ليست انسحاباً من الواقع، بل مشاركة واعية في بناء الوطن.
كل هذه المؤشرات تؤكد أن الزاوية البودشيشية، بقيادة الشيخ منير، تدخل اليوم مرحلة جديدة من إعادة البناء الداخلي والتجديد الروحي، في توازن بين المرجعية الصوفية الأصيلة ومتطلبات العصر.
ولعلّ لقاءات الوصل التي يُحييها الشيخ ليست فقط مناسبة للتذكير والتوجيه، بل هي أيضاً رسالة رمزية مفادها أن الزاوية لا تزال حيّة نابضة، قادرة على التفاعل مع زمنها ومع مجتمعها، رغم ما مرّ بها من عواصف.


















” الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور ”
صدق الله العظيم.
ملكنا واحد، جلالة الملك مولانا محمد السادس نصره الله.
شيخنا واحد، د. مولاي منير القادري البودشيشي بشارة العارفين أجمعين.
مغربنا واحد، من طنجة إلى الكويرة.
كل المغاربة و المغربيات، عجينة واحدة من طنجة إلى الكويرة حفظهم الله