الكنبوري: الجزائر تعتبر النزاع في الصحراء أداة لمصالحها الاقتصادية والجيوسياسية

9 نوفمبر 2025
الكنبوري: الجزائر تعتبر النزاع في الصحراء أداة لمصالحها الاقتصادية والجيوسياسية

كلاش بريس / الرباط

قال المحلل السياسي إدريس الكنبوري إن قرار مجلس الأمن الذي تبنى مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء يُعد حدثاً تاريخياً، لأنه طوى ملفاً ظلّ عالقاً لنصف قرن داخل أروقة الأمم المتحدة، وتناوب عليه عدد من الأمناء العامين منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي.

وأضاف أن هذا الملف شهد محاولات ومبادرات عدة للحل، أبرزها خيار الاستفتاء الذي فشل بسبب الخلافات بين المغرب وجبهة البوليساريو حول إحصاء السكان، مشيراً إلى أن قضية الصحراء تُعد واحدة من أقدم الملفات السياسية في العالم العربي، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن النزاع بدأ منذ الاحتلال الإسباني لشمال المغرب في بداية القرن الماضي.

أضاف الكنبوري أن قرار الأمم المتحدة ليس نهاية المشوار بالنسبة للمغرب، فهو يشير فقط إلى أن مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب عام 2007 تمثل الإطار الأنسب لحل النزاع، ويترك الباقي للمفاوضات بين المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا.

وأوضح أن المفاوضات المقبلة ستتركز على مفهوم وطبيعة الحكم الذاتي وحدود صلاحياته ومستقبل جبهة البوليساريو وعلاقة الحكم الذاتي بالسلطة المركزية في الرباط، مشدداً على أن كل طرف سيختبر قدرته على الدفاع عن تصوره للحكم الذاتي، وهو ما يتطلب من المغرب جهداً وبراغماتية أكبر، خصوصاً مع تحديد مجلس الأمن مهلة زمنية لا تتجاوز سنة للتوصل إلى حل.

وأشار الكنبوري إلى أن مجلس الأمن لم يضع مخططاً لما بعد انتهاء المهلة الزمنية، محذراً من احتمال لجوء البوليساريو والجزائر إلى المناورة لتعطيل هذه المفاوضات. وأضاف أن الدعم الدولي لمبادرة المغرب، خصوصاً من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وإسبانيا، يقلص فرص البوليساريو في المناورة، مشيراً إلى دعوة الملك الأخيرة للحوار مع الجزائر والتي من المرجح أن تلقى استجابة بالنظر إلى الوضع الجديد.

وأكد الكنبوري أن الجزائر تعتبر النزاع في الصحراء أداة لتحقيق مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة، وليست قضية شعبية أو قضية جبهة البوليساريو بحد ذاتها، مشيراً إلى أن رفض الجزائر والبوليساريو لقرار مجلس الأمن هو تكتيكي للحصول على مكاسب أكبر.

وأضاف أن المغرب سيعمل على إحياء المشروع المغاربي الذي لم يحقق أهدافه منذ تأسيسه نهاية الثمانينات، باعتباره الإطار الوحيد القادر على إخراج الجزائر من عزلتها وتحقيق أهدافها الاقتصادية في إطار التكامل المغاربي، من خلال سوق مشتركة وحركة تنقل للمواطنين وشراكة اقتصادية بين البلدان.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة