كلاش بريس / الرباط
تفاجأ المستهلك المغربي خلال الأيام الأخيرة بارتفاع صادم في أسعار الطماطم، حيث بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد 12 درهمًا في عدد من الأسواق، وهو رقم غير مسبوق في هذه الفترة من السنة، وأثار استياءً واسعًا في أوساط المواطنين، الذين اعتبروا أن هذا السعر غير مقبول لمنتوج أساسي يدخل في يوميات الأسر المغربية.
الارتفاع المفاجئ دفع الكثيرين إلى التساؤل عن جدوى “المخطط الأخضر” الذي رُوّج له منذ سنوات على أنه حل استراتيجي لضمان وفرة الإنتاج وتثبيت الأسعار وتحقيق الاكتفاء الذاتي. فإذا كان هذا المخطط يهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي، فلماذا يعاني المواطن البسيط اليوم من أسعار خيالية لمنتوجات فلاحية محلية؟
ويرى مهتمون بالشأن الفلاحي أن هذا الارتفاع يُظهر هشاشة المنظومة الفلاحية الوطنية، حيث لا تزال الأسعار رهينة تقلبات المناخ، وسوء توزيع المياه، والتدبير غير المتوازن للموارد. كما تُطرح علامات استفهام كبيرة حول استفادة الفلاحين الصغار من هذا المخطط، مقابل حضور قوي للوبيات التصدير والوسطاء.
من جهتهم، عبّر عدد من المواطنين عن استغرابهم من غياب أي تدخل فوري لوزارة الفلاحة أو الجهات المسؤولة لكبح هذا الغلاء، خاصة في ظل الأوضاع الاجتماعية الصعبة، حيث تُعد الطماطم من المواد الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في المائدة المغربية.
ووسط هذا الوضع، تتعالى الأصوات المطالبة بمراجعة عميقة لسياسات الإنتاج والتسويق الفلاحي، وربط نتائج المخططات الكبرى بما يلمسه المواطن العادي في معيشه اليومي، بدل الاكتفاء بالأرقام والمؤشرات النظرية التي لا تعكس واقع السوق.
