كلاش بريس /. الرباط
انتقدت الأستاذة الجامعية والناشطة الحقوقية، لطيفة البوحسيني، ما اعتبرته “فبركة واضحة” للانتخابات التشريعية لسنة 2021، مشيرة إلى أن هذه الانتخابات تم “تفصيلها على المقاس” بهدف إقصاء بعض الأحزاب التي وصفتها بـ”المزعجة” للدولة، مما شكل ضربة لقواعد الممارسة الديمقراطية.
وفي مداخلة لها خلال منتدى نظّمته منظمة نساء العدالة والتنمية حول مشاركة النساء في الحياة السياسية، شددت البوحسيني على أن العملية الانتخابية شهدت تراجعات مقلقة، مؤكدة أن الأمر لم يعد يقتصر فقط على التضييق على الحريات، بل امتد إلى “فبركة الحياة السياسية برمتها”.
كما انتقدت الناشطة الحقوقية بشدة طريقة تدبير آلية “الكوطا النسائية”، التي كان يُفترض أن تساهم في إبراز الكفاءات النسائية، معتبرة أنها تحولت إلى “ريع حزبي” يُستخدم في إطار منطق الولاءات والمحسوبية داخل الأحزاب، مما أفرغها من مضمونها السياسي والحقوقي.
وسجلت البوحسيني وجود تراجع عام في الحياة السياسية، أخطره – حسب قولها – فقدان ثقة المواطنين في الأحزاب، داعية هذه الأخيرة إلى استعادة أدوارها السياسية لاسترجاع المصداقية في العملية الديمقراطية.
وفي تقييمها للمشاركة السياسية للنساء، أكدت أن غيابهن عن المؤسسات ليس راجعاً لعجز ذاتي، بل لمنظومة ثقافية واجتماعية ذكورية، ما زالت تحصر أدوار النساء في الإنجاب والرعاية، ولا تعترف بمساهمتهن الحيوية، خصوصاً في العالم القروي والهامشي.
وفي ختام مداخلتها، شددت البوحسيني على أن الكوطا يجب أن تبقى وسيلة مؤقتة لتحقيق المناصفة الحقيقية، وأن الديمقراطية لا يمكن أن تترسخ بدون مشاركة فعالة ووازنة للنساء في الحياة العامة.
