كلاش بريس / الرباط
تفاعل إدريس الأزمي الإدريسي، النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مع تدخل رئيس الحكومة عزيز أخنوش بمجلس المستشارين، والذي اتهم فيه رئيس جماعة تبانت خالد تيكوكين وحزبه بالاستغلال السياسي لما وقع بأيت بوكماز، قائلا إن كلام رئيس الحكومة فيه تهديد لرئيس الجماعة.
وشدد الأزمي الإدريسي في كلمة مصورة نشرها عبر pjd tv، أن تيكوكين شاب ناجح، منتخب ديمقراطيا لولاية ثانية، تثق فيه الساكنة ويثق فيها بدوره، مردفا، فضلا أن له خطابا سياسيا راقيا ووطنيا، وهو ما ينبغي الاعتزازبه، معتبرا أن هذا ربما أغاظ رئيس الحكومة.
وذكر نائب الأمين العام أن أخنوش لم يتدخل في الموضوع إلا بعد أزيد من ستة أيام بلغة لا تخلو من تهديد، في حين نعلم أن تيكوكين قال إنه قام بعدة إجراءات ومسالك ووساطات مؤسساتية، لكن الأمر لم يبلغ مداه، مما جعل الساكنة تقرر بمحض إرادتها أن تخرج في مسيرة، وصممت على ذلك.
وعليه، يردف الأزمي الإدريسي كان على رئيس الجماعة أن يتراجع أو يساهم في تأطير وترشيد المسيرة، ولذلك ذهب تيكوكين في الخيار الأخير، بالنظر إلى الثقة التي تربطه بالساكنة، وهذا ظهر من خلال مسار المسيرة وشعاراتها وتواصل وتفاعل السلطات معها.
وأمام هذه الوقائع، يردف المتحدث ذاته، كان على رئيس الحكومة أن يصمت أو يتفاعل إيجابا، لا أن يهدد اليوم رئيس الجماعة، ويتحدث عن الاستغلال السياسي، متسائلا في كلامه لأخنوش: “ألم يعجبك أن الساكنة خرجت بطريقة منظمة ومؤطرة ولذلك جئت بخطاب يؤجج، بدل أن تنصت وتفتح الآفاق؟
وعن قول أخنوش بأنه بات ليلتين في الجماعة المذكورة، أوضح الأزمي الإدريسي أن نتيجة تلك الزيارة صفرية، مردفا، الحقيقة أنك أقمت في صندوق التنمية القروية لمدة تزيد عن عشر سنين، وبميزانية تتجاوز 50 مليار درهم، دون أن يظهر لك أي شيء من أولويات الساكنة.
واليوم، يردف الأزمي الإدريسي، جئت إلى البرلمان لتدافع عن نفسك، والساكنة تعرف هذا، وهذا أمر ضدك ولا يعجب المواطنين، في المقابل، فإن حزب العدالة والتنمية كان دائما يقوم بدور الترشيد والوساطة وامتصاص الغضب، وليس بالتأجيج.
وأردف، مرة تهدد المستثمرين، ومرة أخرى تهدد رؤساء الجماعات الترابية، وهي مؤسسة دستورية، ونحن نؤكد أن تهديدك مرفوض، ويجب أن تعتذر وتتراجع عنه.
“الاستغلال السياسي تقوم به أنت لمؤسسة البرلمان”، يقول الأزمي الإدريسي مخاطبا أخنوش، وتابع، خاصة وأنك تتكلم بعد صمت مطبق لستة أيام، وكان الأولى أن يعطيك نضج الساكنة درسا، وهذا “جبن سياسي”، لأنك لم تتحمل مسؤوليتك.
وزاد، وهو غباء سياسي كذلك، لأن السلطات المحلية والإقليمية تشتغل للتفاعل الإيجابي مع الساكنة، في حين تأتي للبرلمان لتفتح الموضوع بهذه الطريقة.
“أنت رئيس حكومة مؤطر بالدستور وهناك ربط للمسؤولية بالمحاسبة، وليس لك أبدا أن تهدد أي أحد”، يقول الأزمي الإدريسي، واسترسل، يجب أن تدرك جيدا أن شعار المغرب هو “الله الوطن الملك” والاختيار الرابع المضاف للدستور وهو الاختيار الديمقراطي، ولذلك عليك أن تزن كلامك وتعرف بماذا تنطق.
وتابع، منذ أربع سنوات ونحن ننبهك لأخطائك بكل وطنية، لكنك لا تسمع إلا لنفسك، ولا تترك أي أحد أن ينتقد أو يعبر عن رأيه.
وخلص الأزمي الإدريسي للقول: “خرجتك خطأ سياسي حقيقي، وما كان لك أن تقوم بها، ويجب أن تزن كلامك، وأن تحترم المؤسسات الدستورية، وتحترم المواطنين، وتعمل على أن تعالج الاختلالات في الحماية الاجتماعية والفوارق المجالية والتنمية القروية وغيرها.