كلاش بريس / القسم الفني
أثار الفنان الكوميدي إيكو جدلاً واسعاً بعدما جرى تداول مقطع من عرضه تحت عنوان “قويلبات”. المقطع في أصله يتحدث عن عملية تطبيبية يعرفها كل المغاربة، لكن طريقة التقديم وما لحقه من مونتاج أخرجاه عن سياقه، فتحول إلى مادة مليئة بإيحاءات خادشة للحياء، استغلها البعض في اتجاهات بعيدة عن روح الفكاهة.
المشكل هنا ليس في موضوع العملية الطبية، فالجميع على دراية بها، بل في الطريقة التي قُدمت بها، والتي فتحت الباب أمام التأويلات السلبية. وهنا تطرح مسؤولية الفنان: هل الهدف هو الإضحاك بأي وسيلة، حتى على حساب الذوق العام، أم تقديم فكاهة راقية تحترم الجمهور؟
ليعرف تيكو جيدا ان الجمهور المغربي اليوم واعٍ وذكي، يعرف تماماً الفرق بين الضحك المبني على الإبداع، وبين الضحك الذي يستسهل الإثارة الرخيصة. وما ينتظره من أسماء كبيرة مثل إيكو هو أن يكون في مستوى الثقة، وأن يقدّم فناً يليق بسمعته وباحترام الناس له.
لقد اصبح إيكو مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يتذكّر أن الكلمة لها وزن، وأن الضحك ليس مبرراً للسقوط في التلميحات المسيئة. لان الفكاهة الحقيقية تضحك الناس وترتقي بهم في آن واحد. أما الإيحاءات الجنسية، فلا تزيد إلا في تشويه صورة الفن، وتبخيس قيمة الكوميديا.
