كلاش بريس /. أولاد عياد
عادت معاناة المتشردين لتطفو على السطح من جديد بمدينة أولاد عياد، بعد العثور، أمس الأحد، على جثة شخص مجهول الهوية بأحد أزقة المدينة، في حادثة مؤلمة خلفت صدمة وسط الساكنة.
الراحل، الذي لا يعرف له اسم ولا عنوان، كان يعيش على هامش الحياة مثل العشرات من المتشردين الذين يبيتون في العراء ويقتاتون على ما تجود به الصدفة، قبل أن تنتهي قصته بالموت في صمت، دون أن يجد من يسأل عنه أو يفتقده.
ساكنة أولاد عياد عبرت عن استيائها من تزايد أعداد المتشردين خلال الفترة الأخيرة، حيث يؤكد مواطنون أن بعضهم يُجلب من مناطق أخرى ليُترك عند مداخل المدينة، في مشهد يثير التساؤلات حول غياب أي تدخل من الجهات المسؤولة لإيجاد حلول إنسانية لهؤلاء.
وفاة هذا الشخص المجهول بأولاد عياد ليست سوى ناقوس خطر جديد يذكر بأن ملف التشرد في المنطقة لم يعد يحتمل مزيدا من التجاهل، وأنه يحتاج إلى تدخل عاجل من السلطات والفاعلين الاجتماعيين، قبل أن تتحول الأرصفة إلى مقابر صامتة لأناس لفظهم المجتمع.
تجدر الإشارة إلى أن موضوع ترحيل المتشردين نحو جهة بني ملال خنيفرة سبق أن أثار جدلا سياسيا، حيث وجهت النائبة البرلمانية ج، نبيلة منيب، أسئلة للحكومة حول حقيقة ما يجري، معتبرة أن الأمر يعد “ترحيلا قسريا” يضاعف معاناة الفئات الهشة بدل البحث عن مقاربات إنسانية واجتماعية تحفظ كرامتهم.