كلاش بريس / خريبكة
كنتُ عائداً من مدينة سطات، وعلى الطريق توقفت لشابين كانا متوجهين إلى ابن أحمد… لم تكن الرحلة طويلة، لكن الحديث الذي دار بيننا جعلها ثقيلة ..، مليئة بالألم.
قال أحدهما بنبرة غاضبة حزينة:
“في ابن أحمد، الشاب يموت واقفاً… نستيقظ ونظل واقفين حتى نعود للنوم بلا فائدة، لا شيء يتغير”.
كان واضحاً أنه شاب متعلّم، لكنه يشعر بالخذلان والانكسار. تابع قائلاً:
“حتى إن أردت أن تغير حياتك، فأنت فقط ستوهم نفسك بأنك بدأت، …هنا لا توجد بداية ولا نهاية، فقط الدوران في نفس الدائرة”.
اخده الحديث لآفة المخدرات، وقال إن الوضع أصبح كارثياً،
“حتى البلية أصبحت مشروكة… كل شاب يعطي نصيبه، فقط لينسى واقعه، لينسى أنه عالق في مكان لا يُحتمل” قببل أن يضيف
“تخيل، لم يعرف بعض المغاربة أين تقع ابن أحمد إلا بعد وقوع جريمة القتل الشهيرة… كأن مدينتنا لم تكن موجودة قبل ذلك”.
ثم أضاف بسخرية ممزوجة بالمرارة:
“المحظوظ بيننا هو من يستطيع أن يقوم بجولة في خريبكة أو سطات، هذا يعيش الأرستقراطية”.
في تلك اللحظة، تدخل صديقه الجالس في الخلف قائلاً:
“والله لا أعلم ما الذي لا زال يُبقينا في هذا المدينة ؟ .
فردّ عليه الأول:
“وإلى أين ستذهب؟”
أجابه ضاحكاً:
” الحبس ”
توقفتُ بهما عند وجهتهما، وكان الصمت قد خيّم من جديد ..وعلى طول المسافة الفاصلة بين خريبكة وابن احمد رددت طويلا
…….” حظوظ الناس تبدا من المكان الذي ولدوا فيه” …..
الغريب أن بن أحمد كان أشهر من جميع المدن حوليه، واهله من الفلاحين الكبار في المنطقة ،وكثير من أحياء الدار البيضاء بناها أبناء بن أحمد من الأغنيا، ( كالمحلات المتواجدة أمام كراج علال ، وبن جدية ،والمعاريف ،والإنس ماخود من قبيلة المعاريف بين أحمد وكان يسكنها الكثير من اليهود هي والملاح والحجارات حيثىيفيم اليهود مزار هناك كل سنة