كلاش بريس ع عياش
تدوينة محمد أوزين الأخيرة حول مسيرة آيت بوكماز لاقت تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل، ليس لقوة مضمونها فقط، ولكن لما تحمله من مفارقة صارخة بين أوزين الوزير السابق، الذي خبر دواليب السلطة، وأوزين الأمين العام الحالي الباحث عن تموقع سياسي في المشهد الحكومي المقبل.
أوزين وصف المسيرة بـ”الصرخة”، وتحدث عن “الهامش المنسي”، وانتقد “تمركز بوصلة التنمية”، بل ذهب بعيداً في تشريح مظاهر التهميش التي تطال مناطق بكاملها، من أيت بوكماز إلى إملشيل وأنفكو ومناطق زلزال الحوز. كلام كبير، لو جاء من فاعل مدني أو أكاديمي محايد لكان مقبولاً، أما أن يصدر من رجل تحمّل مسؤولية وزارية، وسكت دهراً، ثم نطق فجأة بلغة ثورية، فهو أمر يدعو للتساؤل.
أوزين لم يكن وزيراً عادياً. بل كان شخصية سياسية بارزة، يعرف كيف يُدبّر حضوره الإعلامي ويتقن لعبة التموقع. فحينما كان في موقع المسؤولية، نادراً ما سمعنا منه خطاباً بهذه الحدّة عن “التنمية المنعدمة” و”غياب العدالة المجالية”. واليوم، وقد انتقل إلى مقعد المعارضة، أصبح يتحدث بلغة “الهامش المنسي” و”الكرامة المهدورة” و”اللامساواة الترابية”.
هنا لا يمكن للقارئ أو المواطن البسيط إلا أن يتساءل: لماذا لم يقل هذا الكلام عندما كان في موقع القرار؟ ولماذا لم يتحرك فعلياً لمناصرة هذه المناطق المهمشة بدل الاكتفاء الآن بتدوينات ملغومة برسائل انتخابية واستباقية؟
نحن أمام مثال صارخ لما يسمى في السياسة بـ”الازدواجية الخطابية”. فحين يكون الفاعل داخل دائرة الحكم، يصمت أو يبرر، وحين يُقصى أو يُبعد، يصبح صوتاً للحق وممثلًا للهامش. هذه المفارقة باتت تتكرر مع عدد من السياسيين في المغرب، ممن لم يعد يفرق بينهم المواطن، سواء كانوا في الحكومة أو خارجها، لأن النتيجة واحدة: نفس الخطاب، ونفس التملص من المسؤولية.
أوزين يعرف جيداً أن ساكنة أيت بوكماز وغيرها من مناطق المغرب العميق لا يهمها كثيراً من يكتب على فيسبوك، بل من يحل مشاكلها على الأرض: طريق، طبيب، مدرسة، شبكة، وبنية تحتية تحفظ الكرامة.
ان هذا النوع من الخطاب لا ينعكس على الواقع واي ساكنة في المغرب تعاني التهميش لا تنتظر من أوزين ولا غيره شعارات جديدة بوجه قديم، بل تنتظر رؤية واضحة، وبرامج عملية، وأفعال ملموسة. أما المزايدات السياسية باسم “الهامش” فقد فقدت بريقها، لأن المواطن صار يفهم اللعبة جيداً، ويعرف متى يكون السياسي صادقاً، ومتى “يعدّ” كلماته استعداداً لمقعد وزاري في الأفق.
أوزين يتزعم حزب الحركة الشعبية والذي أسسه
( أحرضان ) ،وهو حزب شعاره الدفاع عن أهل البادية … هدا عن الشعار .أما في الكواليس فقد كان أحرضان يوصي ببقاء البادية كما هي وبتعبيره حتى
( لا يفتح اهلها عيونهم أكثر) اي لايزداد وعيهم وتصبح مطالبهم أكثر …
إذن هدا المؤسس وكيف سيكون اوزين الخلف؟