أوزين : مسؤولون يهربون للعلاج بالخارج ويتركون المواطن البسيط يعاني مع المستشفيات

9 يوليو 2025
أوزين : مسؤولون يهربون للعلاج بالخارج ويتركون المواطن البسيط يعاني مع المستشفيات

كلاش بريس / الرباط

وجه النائب البرلماني محمد أوزين انتقادات حادة للحكومة، داعياً إلى الإسراع في تأمين المتطلبات الأساسية للمواطنين، وعلى رأسها الصحة، محذراً من تبعات الإهمال الاجتماعي التي قد تؤدي إلى “ما لا يُحمد عقباه”.

وخلال تعقيبه على جواب رئيس الحكومة عزيز أخنوش، في جلسة الأسئلة الشفوية الشهرية بمجلس النواب، اعتبر أوزين أن أحداثاً اجتماعية مؤلمة، كـ”ليلة الهروب الكبير” بمدينة الفنيدق وأحداث عاشوراء بسيدي موسى في سلا، تطرح أسئلة حقيقية على الحكومة والمعارضة معاً، مضيفاً: “هؤلاء أبناؤنا، وهم مستقبل البلاد. الخوف كل الخوف أن يتحولوا إلى قنابل موقوتة، تبحث عن أي مبرر للتعبير عن رفضها للتهميش والحكرة”.

وفي سياق حديثه عن الوضع الصحي، قال أوزين إن الواقع المزري للمنظومة الصحية في المغرب تُجسده أغنية راب شعبية تقول: “بلادي بلاد الراميد.. اللي فيها كلشي مريض، لا سبيطار لا طبيب، تبغي غير برا حك الجيب”. مؤكداً أن هذا الوصف يختزل معاناة ملايين المغاربة.

وسجل النائب البرلماني عن حزب الحركة الشعبية أن قطاع الصحة يعاني من عجز مهول في الموارد البشرية، حيث لا يتجاوز عدد الأطباء في القطاع العام 14 ألف طبيب، في حين أن المغرب، وفق معايير منظمة الصحة العالمية، يحتاج إلى أزيد من 60 ألف طبيب. كما يبلغ العجز في عدد الممرضين والتقنيين الصحيين أزيد من 65 ألف إطار.

وأشار أوزين إلى أن هذا الوضع يزيد من الضغط على الكوادر الموجودة، ويؤثر بشكل مباشر على جودة الخدمات، مبرزاً في الوقت نفسه استمرار تدهور البنية التحتية للمؤسسات الصحية، وضعف التمويل، وهجرة الكفاءات الطبية إلى الخارج، قائلاً: “الثلث هاجر، والثلثان الآخران يبحثون عن فرص للهجرة الداخلية”.

كما انتقد توجه المسؤولين إلى العلاج خارج البلاد، قائلاً: “كيف نطالب المواطن البسيط بالثقة في صحةٍ يهرب منها كبار المسؤولين؟ الصحة اليوم في المغرب أصبحت فقط للمعوزين”.

وفي ذات السياق، تساءل أوزين عن مصير وعود الحكومة، مثل:
– بطاقة “رعاية”
– مدخول كرامة للمسنين
– تعميم نظام طب الأسرة
– التكفل المجاني بالفحوصات خلال الحمل والولادة
– منح 2000 درهم للمولود الأول و1000 درهم للثاني

وشدد على أن هذه الوعود لم تجد طريقها إلى التنزيل، داعياً رئيس الحكومة إلى الاعتذار للمغاربة، قائلاً: “الاعتذار من شيم الكبار”.

ولم يفوت أوزين الفرصة دون الإشارة إلى ما وصفه بـ”المراكز الصحية المهجورة” التي كلفت ملايين الدراهم، متسائلاً عن مآل الموارد البشرية لتشغيلها، ومعبراً عن رفضه لما سماه سياسة “تسبقو العصا قبل الغنم”.

كما أثار وضعية طلبة الطب في كلية الراشدية الذين يتلقون تكوينهم داخل كلية العلوم بدل مؤسسة طبية متخصصة، منتقداً أيضاً حديث الحكومة عن “التطبيب عن بُعد”، متسائلاً بسخرية: “كيف يمكن لسكان المغرب العميق أن يستفيدوا من التطبيب عبر الذكاء الاصطناعي وهم لا يملكون حتى أبسط وسائل التواصل، وأغلبهم غير مؤهل لذلك؟”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة