كلاش بريس /. الرباط
عاد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لممارسة هوايته القديمة في لجم الأصوات “المزعجة” داخل حزبه ومحيطه الدعوي، وهذه المرة عبر بوابة الرد على الدكتور أحمد الريسوني، الرئيس الأسبق لحركة التوحيد والإصلاح، بعد تدوينة قوية هاجم فيها وزارة الأوقاف واعتبرها “رمزًا للتخلف السحيق”، على خلفية إعفاء رئيس المجلس العلمي المحلي لفجيج.
وفي الوقت الذي كان يُنتظر فيه من بنكيران أن يدافع عن حق الريسوني في التعبير، وهو الذي لطالما دافع عن حرية الرأي داخل الدولة والمجتمع، خرج بتدوينة توبيخية حاول من خلالها تخفيف وقع كلمات الريسوني، بل والتقليل من حدة توصيفه لما سماه “تشويه الإسلام”.
ليست هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها بنكيران أحد “أقاربه السياسيين” بسبب انتقاد لمؤسسة رسمية. فقد سبق له أن وجه اللوم لعبد العزيز أفتاتي حين هاجم عزيز أخنوش، في خرجة عُدّت حينها تجاوزًا لخط بنكيران المتحفظ على التصعيد مع من اعتبىهم حينها بالاصدقاء .
اللافت أن خرجة بنكيران الأخيرة لم تحمل أي تعاطف مع مضمون ما أثاره الريسوني حول غياب مبررات الإعفاء وخرق مساطر الوضوح والشفافية، بل اكتفى بمراوغة لغوية تحفظ فيها على “الأسلوب”، في محاولة لتبرير صمته تجاه جوهر الموضوع
موقف بنكيران يكشف مرة أخرى عن ثنائية يعاني منها الخطاب “الإصلاحي” داخل العدالة والتنمية: المطالبة بالشفافية والديمقراطية حين يكون في المعارضة، والدفاع عن المؤسسات والصمت على العبث حين يقترب من دوائر السلطة.
بنكيران، الذي يقدّم نفسه في كل خرجة إعلامية على أنه “الضامن للاستقرار”، يبدو اليوم وكأنه يسعى لتكميم كل صوت يعلو خارج ترنيمته السياسية، وكأنه يقول للإخوان … انا المضوي البلاد ”