كلاش بريس / الرباط
في حوار مطول جمعه مع مجموعة من شباب “جيل زد” على تطبيق “ديسكورد”، مساء الاثنين 13 أكتوبر 2025، قدّم الخبير الاقتصادي نجيب أقصبي قراءة نقدية للوضع العام في المغرب، معتبرًا أن ما يجري اليوم من حركات احتجاجية شبابية ليس وليد اللحظة، بل نتيجة تراكمات طويلة جعلت “الانفجار مسألة وقت”.
وأوضح أن السياسات الاقتصادية والاجتماعية منذ الاستقلال كرّست اقتصادًا هشًّا لا يسمح بخلق الثروة أو تحقيق العدالة الاجتماعية، وأن المغرب بعد سبعين سنة من الاستقلال ما زال يعيش على اقتصاد لا يتجاوز فيه الناتج الفردي أربعة آلاف دولار سنويًا.
ويرى أقصبي أن حركة الشباب الحالية امتداد طبيعي لاحتجاجات سابقة مثل 20 فبراير والريف وجرادة، لكنها تختلف بكونها تعبّر عن وعي جيلي جديد له هوية رقمية وأدوات تواصل مختلفة. وأضاف أن جوهر الأزمة لا يرتبط بغضب الشباب فقط، بل في غياب نموذج تنموي حقيقي يخلق الثقة ويحقق العدالة. فالمؤسسات، حسب قوله، تراجعت عن الحريات، وانكمش الهامش الديمقراطي، وعادت الدولة إلى منطق القمع بدل الحوار.
كما أن تكرار السيناريو نفسه في كل احتجاج – من الإنكار إلى القمع ثم التبرير – عمّق أزمة الثقة بين الدولة والمجتمع. وأشار إلى أن فشل التعليم والصحة واستمرار الفساد رغم الخطابات الإصلاحية يثبت أن الحكومات المتعاقبة لم تتعلم من الماضي ولم تضع سياسات تنموية جادة.
—