كلاش بريس / الرباط
رغم تحذيرات مستعملي الطريق ومطالباتهم المتكررة بتنظيم استخدام أضواء السيارة القوية المعروفة بـ LED”، ما يزال هذا النوع من الأضواء يُستعمل على نطاق واسع دون حسيب ولا رقيب، في مشهد يعكس خللاً واضحاً في المراقبة الطرقية، واستهتاراً بأرواح المواطنين.
أضواء “LED” التي تُركّب غالباً بطرق غير قانونية أو خارج معايير السلامة، تُصدر ضوءاً شديد السطوع يعمي أعين السائقين القادمين من الاتجاه المقابل، مما يتسبب في ارتباك بصري، ويفقد السائق القدرة على التحكم في توجيه السيارة، خاصة في الطرق الوطنية أو القروية التي تفتقر للإنارة العمومية.
وقد أكد العديد من السائقين أن هذه الأضواء تكون سبباً مباشراً في وقوع حوادث خطيرة، خصوصاً أثناء التقابل الليلي، حيث تصبح الرؤية شبه منعدمة لثوانٍ معدودة، لكنها كافية لتحويل رحلة عادية إلى مأساة.
الأغرب من ذلك، أن السلطات المعنية، سواء الأمنية أو المراقبين التقنيين في مراكز الفحص، تغض الطرف عن هذا الخطر، فلا يتم تسجيل أي مخالفات واضحة في حق مستعملي هذه الأضواء، رغم أنها تخالف مدونة السير، وتندرج ضمن التعديلات غير المرخص بها على هيكل ومعدات السيارة.
فهل ننتظر كارثة جديدة لننتبه إلى هذا الخطر المتفاقم؟ وأين هي الحملات التحسيسية التي من المفترض أن تحذر من خطورة هذه الأضواء؟
وأين هي دوريات الدرك والأمن الوطني من هذا الفوضى التي تهدد السلامة الطرقية؟
لقد حان الوقت لفتح نقاش وطني حول هذا الموضوع، وتفعيل القوانين الزجرية، مع سن ضوابط تقنية صارمة تحد من تركيب واستعمال أضواء “Laide”، التي لا تُنير الطريق بقدر ما تُغرق السائقين في الظلام.