كلاش بريس / أولاد عياد
تعيش ساكنة مدينة أولاد عياد بإقليم الفقيه بن صالح، خاصة في أحياء النصر، الرياض، والأمل، أوضاعاً مأساوية بسبب الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب، في ظل تأخر غير مبرر في إنهاء أشغال بناء خزانات مائية، كان يُفترض أن تُستكمل منذ شهور.
الساكنة التي علّقت آمالاً كبيرة على هذه الخزانات، واستبشرت بها خيراً، وجدت نفسها أمام واقع أكثر قساوة، خاصة في أحياء لا تستفيد نهائياً من الماء الصالح للشرب، كجزء من حي النصر، وحي الرياض، وحي الأمل، حيث يواجه السكان العطش يومياً وسط تجاهل تام.
وتُشرف على هذه الأشغال الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بتادلة، التي ترجّح تقديرات مختصين أن تمتد أشغالها إلى غاية أكتوبر أو نونبر المقبل، ما يعني عملياً أن ساكنة المدينة ستقضي فصل الصيف بكامله بدون ماء، في وقت تشهد فيه المنطقة درجات حرارة مفرطة، وتزداد فيه الحاجة لهذه المادة الحيوية.
ورغم تفاقم الأزمة، لم تصدر الوكالة أي توضيح رسمي أو خطة استعجالية للتخفيف من معاناة السكان، في ظل تصاعد موجة الغضب الشعبي واتهامات بالاستهتار وسوء التدبير. وما زاد من احتقان الوضع، هو الانقطاعات المفاجئة والمتكررة خلال الليل، دون سابق إنذار.
ويرى كثير من المواطنين أن ما يحدث ليس مجرد تأخر عرضي في الأشغال، بل “عطش ممنهج” يكشف عن غياب رؤية واضحة لدى الجهات المعنية، ويطرح تساؤلات جدية حول مكانة الكرامة المعيشية للمواطن ضمن أولويات المؤسسات العمومية.
ويبقى السؤال معلقاً بإلحاح: من يُحاسب من؟ وإلى متى ستبقى صنابير المدينة شاهدة على فشل مشروع كان من المفترض أن يُنهي سنوات من العطش والتهميش؟
