كلاش بريس من أولاد عياد
في الوقت الذي تتحدث فيه الجهات الرسمية عن تعزيز البنيات التحتية وتحسين جودة الحياة في المدن الصغرى، تعيش جماعة أولاد عياد بإقليم الفقيه بن صالح واقعاً مغايراً تماماً، حيث لا تتوفر المدينة، التي يتجاوز عدد سكانها 24 ألف نسمة، على ولو حديقة عمومية واحدة.
نعم، مدينة بأكملها، بمئات الأسر وآلاف الأطفال والشباب، لا تملك مكاناً عمومياً للترفيه أو الجلوس أو اللعب. لا أشجار، لا مقاعد، لا ممرات للمشي، لا مساحات خضراء. فقط إسمنت وزحام وغبار. وكأن الترفيه في هذه المدينة ترفٌ لا يستحقه أهلها.
هذا الغياب التام لأي حديقة عمومية يجعل السكان يتساءلون: إلى أين نذهب في عطلة نهاية الأسبوع؟ أين يلعب أطفالنا؟ أين يتنفس كبار السن؟ بل أين يجد الشاب متنفساً بعيداً عن المقاهي وضيق الأزقة؟ في ظل هذا الخصاص، تتحول الأماكن العشوائية والطرقات المهملة إلى ملاذ مؤقت، محفوف بالمخاطر، لا يصلح لا للأطفال ولا للعائلات.
وتزداد المعاناة مع حلول فصل الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير، ويجد السكان أنفسهم محاصرين داخل بيوتهم أو مضطرين إلى قطع عشرات الكيلومترات نحو مدن مجاورة فقط للبحث عن متنفس بسيط.
غياب الحدائق ليس تفصيلاً صغيراً في مدينة مثل أولاد عياد، بل هو دليل صارخ على غياب الرؤية التنموية، وانعدام الحد الأدنى من العدالة المجالية في توزيع المشاريع. فكيف يُعقل أن تستمر مدينة بهذا الحجم، في سنة 2025، دون فضاء أخضر واحد؟