كلاش بريس
بينما اختار رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز أن يقضي عطلته الصيفية في جزر الكناري، وفضّل وزراء حكومته الاستجمام في مدن سياحية إسبانية، يظهر مشهد مختلف تمامًا لدى بعض المسؤولين المغاربة، الذين يفضلون وجهات أوروبية فاخرة لقضاء عطلتهم، مثل جزيرة سردينيا الإيطالية أو سواحل الريفييرا الفرنسية.
المفارقة هنا ليست فقط في الجغرافيا، بل في الرسالة السياسية والاقتصادية. فاختيار سانشيز وطاقمه قضاء العطلة داخل البلاد يعكس دعمًا مباشرًا للسياحة الوطنية، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي تحتاج فيها الوجهات المحلية لكل زائر. بالمقابل، إنفاق المسؤولين المغاربة أموالهم في وجهات خارجية يثير تساؤلات حول ثقتهم في البنية السياحية الوطنية، ومدى إدراكهم لدورهم الرمزي في تشجيع المواطنين على اكتشاف بلدهم.
المشهد الإسباني يقدم مثالًا على الانسجام بين الخطاب والممارسة؛ فالدعوة إلى دعم الاقتصاد المحلي تتجسد حتى في قرارات شخصية مثل اختيار مكان قضاء العطلة. أما في المغرب، فما زال الفارق بين ما يُقال وما يُمارَس واسعًا، وكأن رسالة “دعم السياحة الوطنية” موجهة للمواطن البسيط فقط.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل سنرى يومًا مسؤولين مغاربة يختارون عطلهم في شواطئ الصويرة وشفشاون ومرزوكة، بدل سردينيا وباريس، ليجعلوا من سلوكهم اليومي أداة لدعم الاقتصاد المحلي، لا مجرد شعارات في الخطب الرسمية؟