كـلاش سياسي
مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، يطرح اسم محمد أوزين كواحد من الوجوه السياسية المثيرة للانتباه، سواء من حيث حضوره الإعلامي أو موقعه كأمين عام لحزب الحركة الشعبية. أوزين، الذي عاد إلى الواجهة السياسية بعد فترة من التراجع، يحاول اليوم إعادة تشكيل صورة حزبه واستعادة ثقة الشارع، لكن السؤال الجوهري يبقى: هل يمكنه فعلاً إقناع الناخب المغربي؟
رغم تحركاته المكثفة وظهوره المتكرر بخطاب حماسي قريب من لغة الشارع، يظل الرهان صعباً، لا بسبب شخصه فقط، ولكن أساساً بفعل الإرث السياسي الثقيل الذي يحمله حزب الحركة الشعبية. الحزب، الذي ظل لسنوات جزءاً من المشهد التقليدي في المغرب، لم ينجح في تجديد نخبه أو خطابه بالشكل الكافي، وظلت صورته مرتبطة في أذهان فئة واسعة من المواطنين بعدم الفعالية وغياب العمق السياسي.
أوزين، رغم كاريزماه وقدرته على جذب الانتباه، يواجه معضلة الثقة، وهي عملة نادرة في السياسة المغربية اليوم. الناخب لم يعد يستجيب بسهولة للخطاب الشعبوي أو الوعود العامة، بل يبحث عن مصداقية فعلية، عن برامج واقعية، وأجوبة دقيقة على قضايا معيشية تؤرقه: من الشغل إلى التعليم إلى الصحة.
الرهان التقليدي للحركة الشعبية على العالم القروي، ورغم استمراره، لم يعد مضمون النتائج كما في السابق. التغيرات المجتمعية وتطور الوعي الانتخابي، حتى في القرى والمناطق الهامشية، جعلت الناخبين أكثر انتقائية، وأقل تساهلاً مع الخطابات الفضفاضة أو الوجوه المستهلكة.
في النهاية، قد ينجح أوزين في تحريك الآلة التنظيمية للحزب، وقد يحقق بعض التقدم في مواقع معينة، لكنه سيصطدم حتماً بسقف سياسي واجتماعي يصعب تجاوزه دون مراجعة عميقة. فالإقناع لا يبنى على الحضور الإعلامي أو النبرة العالية فقط، بل على القطع مع الممارسات القديمة وبناء مشروع سياسي متجدد يحمل صدقية في الخطاب وجرأة في الفعل.
لا مجال في المغرب ولا قيمة ل ( الناخب _ أو إقناع الناخبين ) لسبب بسيط ،أن عامة الشعب لا تصوت ،وفقت ثقتها في كل الدكاكين ،وحدها الدولة العميقة تتصرف …وسأسوق مثال معروف ( أحمد عصمان كان يقود حزب التجمع واقتربت الإنتخابات والحملة…. واحتاجه الحسن الثاني في بعض المهام خارج المغرب ،فشعر بالإحراج، فما كان من البصري إلا أن قال له
( لا تشغل بالك بالحملة ،فحصتك من المصوتين والمقاعد مضمونة
فاذهب للمهمة وانت مطمئن )
الخلاصة ( ما يريده المخزن ،ومن يختاره من الدكاكين هو ما سيكون ،أما الحملات والناخب التجمعات فهي مجرد ديكورات لمسرحية مع الأسف سخيفة