كلاش بريس /. الرباط
بين الخطاب الرسمي الذي يُروّج لمغرب الانفتاح الثقافي، وصورة الواقع في قلب أهم مهرجاناته، تنكشف فجوة عميقة عنوانها: العبث وسوء التدبير.
مهرجان “موازين”، الذي يُفترض أنه تظاهرة فنية كبرى تلمع بها صورة المغرب دوليًا، تحوّل إلى مرآة تعكس استخفافًا فجًّا بالجمهور، وغيابًا مقلقًا لأبسط مقومات التنظيم. والنتيجة؟ مسرح “محمد الخامس” يتحوّل إلى فرن، والجمهور يُعامل ككائنات هامشية… تُبردهم “الفرفارات”.
ففي قاعة تغلي من شدة الحرارة، وبين جمهور مخنوق يبحث عن نسمة هواء، اختارت “مغرب الثقافات” أن تُطفئ غضب “القيصر” بمراوح بدائية، وكأننا في عرس قروي لا في مهرجان دولي يُصرف عليه من المال العام.
فرفارات من الحجم الصغير، صُفّت على عجل كما يُصفّ الشاي في عقيقة، في محاولة يائسة للتخفيف من حرارة القاعة، لا حرارة الفشل التنظيمي!
ما وقع في مسرح محمد الخامس إهانة لكل من حضر، ولكل من مازال يصدق أن مهرجان موازين واجهة ثقافية للمغرب. والفضيحة أن الملايير تُصرف، لكن أبسط شروط الراحة غائبة… لا تكييف، لا صوت محترم، لا كراسي كافية… فقط فرفارات تتراقص على وقع العبث.
”