كلاش بريس / ع عياش
تطرح وتيرة إنجاز المشاريع العمومية بالمغرب أكثر من علامة استفهام، خاصة عند المقارنة بين سرعة إنجاز بعض البنيات التحتية الرياضية وتعثر مشاريع أساسية في قطاع الصحة.
ففي الوقت الذي يُنجز فيه ملعب ضخم بمواصفات عالمية في أقل من سنة، تظل مستشفيات قيد التشييد لسنوات طويلة دون أن تفتح أبوابها في وجه المرضى.
المثال البارز على ذلك هو المستشفى الإقليمي بمدينة الفقيه بن صالح، الذي ظل مشروعه يتأرجح بين وعود التدشين وواقع الأوراش المتوقفة. فرغم أن الساكنة المحلية تنتظر هذه المؤسسة الصحية منذ سنوات، ما تزال الأشغال تعرف تعثرات متكررة حالت دون استكماله في الآجال المعلنة. هذا في وقت تضطر فيه الساكنة إلى التنقل عشرات الكيلومترات نحو بني ملال أو الدار البيضاء من أجل الاستفادة من بعض الخدمات الطبية الأساسية.
هذه المفارقة تضع أمام الرأي العام سؤالاً مشروعاً: هل يُعقل أن تحظى البنيات الرياضية بالأولوية والسرعة القصوى في الإنجاز، بينما يبقى قطاع حيوي مثل الصحة رهين الانتظار والتأجيل؟ وهل ممارسة كرة القدم أسبق من إنقاذ الأرواح؟
ان ثمن تذكرة واحدة لدخول مثل هذه الملاعب قد يعادل ثمن “قفة” خضروات لفقراء كثيرين بالمغرب ..لذلك فشييد ملعب بملايير الدراهم لا يغير شيئاً من واقعهم اليومي ما يعني ان منطق الأولويات يفرض أن تكون الصحة، باعتبارها حقاً أساسياً، في صدارة المشاريع مع الجزم ان واقع الازدهار يفرض علينا ايضا تشييد الملاعب بما يشرف البلاد و العباد
في هذا الباب بالضبط … يمكن ان نتحدث عن مغرب يسير بسرعتين ..سرعة فائقة في كل ما يرتبط بالصورة والواجهة، وبطء شديد في ما يتعلق بالبنيات الأساسية المرتبطة بالحياة اليومية للمواطنين مع الاقرار ان الحكومة تتحمل كامل المسؤولية حيال تعاملها مع بعض الاوراش بمنطق ” سليخ المعزي ” !!