كلاش بريس /. الرباط
مرة أخرى، يكشف الواقع عن هشاشة منظومتنا التربوية والنفسية، بعدما عاشت جماعة بني أحمد الشرقية بإقليم شفشاون، الثلاثاء، على وقع فاجعة إنسانية، إثر إقدام شابة تبلغ من العمر 19 سنة على وضع حد لحياتها غرقاً في بركة مائية، بعد رسوبها للمرة الثانية في امتحانات الباكالوريا.
القصة ليست مجرد “رسوب متكرر”، بل مأساة مركبة عنوانها غياب الدعم النفسي والتربوي، وصمت المجتمع والأسرة والمؤسسات عن حالات الإحباط التي يعيشها الشباب في صمت قاتل. فالهالكة، بحسب معطيات أولية، دخلت في حالة نفسية متأزمة، لم تجد فيها من يصغي أو يواسي، إلى أن اختارت الرحيل بطريقة مؤلمة هزت مشاعر ساكنة المنطقة.
عناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية انتقلوا إلى عين المكان، وانتشلوا جثة الفتاة، فيما أمرت النيابة العامة بإخضاعها للتشريح الطبي، وفتح تحقيق لكشف الملابسات.
لكن التحقيق الحقيقي ينبغي أن يبدأ في المؤسسات: ما مدى حضور آليات الدعم النفسي في المدارس؟ أين دور الأسرة في مرافقة أبنائها في لحظات الضعف؟ وكيف يمكن أن يتحول “رسوب” إلى نهاية حياة؟
أسئلة مؤلمة، لكنها ضرورية، حتى لا تتحول لحظات الإخفاق إلى مآسي صامتة في مجتمع يقدّس “النجاح بأي ثمن”، ولا يملك ثقافة التعامل مع الفشل.