:كلاش بريس / خريبكة
استطاعت فرقة الدراجين التابعة لشرطة المرور بمدينة خريبكة أن تُحدث فرقاً ملموساً في المشهد المروري داخل المدينة، بعدما كثّفت من تحركاتها الميدانية في مختلف الأحياء والشوارع، واضعة نصب أعينها هدفاً واضحاً: زجر المخالفات واستعادة هيبة القانون.
فبعدما كانت بعض الأحياء تشهد مظاهر من الفوضى المرورية والتجاوزات، خصوصاً من طرف أصحاب الدراجات النارية والمركبات التي تتنقل بدون احترام لقواعد السير، جاءت هذه الفرقة لتعيد ترتيب الأوراق، وتؤكد أن لا أحد فوق القانون، وأن الانضباط ليس خياراً بل واجبٌ على الجميع.
انتشار هذه الفرقة في كل من الأحياء الهامشية والمناطق المركزية لخريبكة، وخصوصاً خلال أوقات الذروة، أعاد الطمأنينة للمواطنين، وأصبح يشكل رادعاً حقيقياً لكل مستهتر بالقانون. فقد أصبحت مشاهد المطاردات النظامية وتوقيف الدراجات المخالفة مألوفة لدى المواطنين، في إشارة قوية إلى الجدية التي تشتغل بها العناصر الأمنية المكلفة.
اللافت في أداء فرقة الدراجين هو التدخل السريع والمرونة الميدانية، نظراً لطبيعة الدراجات النارية التي تُسهّل التحرك وسط الأزقة والأحياء الضيقة، حيث يصعب أحياناً على سيارات الشرطة التقليدية الوصول. هذا الأمر مكّن عناصر الأمن من فرض سلطة القانون حتى في الأماكن التي كانت تُعتبر خارج أعين الرقابة.
وقد انعكس هذا الحضور الأمني المكثف على سلوك المواطنين، إذ بات واضحاً أن الجميع أصبح يدرك أن “آلة الزجر” قد تظهر في أي لحظة وفي أي شارع. وهو ما ساهم بشكل مباشر في تحسن احترام قانون السير في مختلف أرجاء المدينة، وتقليص حجم الفوضى الناتجة عن التهور والتجاوزات.
وبشهادة عدد من الساكنة، فإن حضور هذه الفرقة الأمنية النشيطة أعاد بعضا من الثقة في نجاعة تدخلات الأمن في مجال السلامة الطرقية، حيث عبّر العديد من المواطنين عن ارتياحهم لهذه الدينامية، مطالبين بمزيد من الدعم اللوجيستيكي والموارد البشرية لتمكين هذه الفرقة من تغطية أوسع لنطاق المدينة، خصوصاً مع التوسع العمراني الذي تعرفه خريبكة.
فرقة الدراجين اليوم ليست فقط أداة لضبط المخالفين، بل عنوان لعودة الانضباط وفرض القانون بروح مهنية عالية، وبتواصل مستمر مع المواطنين. ومن هنا، فإن استمرار هذا النهج ورفع وتيرة اليقظة سيُشكل لا محالة نموذجاً يُحتذى به في مدن أخرى.
–