كلاش بريس / الرباط
أثار تدخل الممثل المغربي رشيد الوالي في نقاش سياسي أخير موجة من الجدل، ليس بسبب موقفه في حد ذاته، بل بسبب الانتقائية التي بدا أنه تعامل بها مع المشهد السياسي المغربي.
الوالي، المعروف بنشاطه الفني أكثر من السياسي، اختار أن يعلّق على واقعة بنكيران الأخيرة ، واصفًا إياها بتنابز لا يليق بالخطاب العام، لكنه تجاهل عشرات التصريحات والمواقف السابقة التي مست كرامة المغاربة ومؤسساتهم، والتي صدرت عن سياسيين ومسؤولين من مختلف الأطياف.
وإذا كان رشيد الوالي قد اختار أخيرًا كسر صمته، فإنه بات اليوم مُلزَمًا أخلاقيًا بأن يحافظ على نفس الحماس في كل مرة يخرج فيها أي مسؤول سياسي بكلام فيه سبّ أو اتهام أو تحقير للمغاربة أو لمكونات المجتمع. فاختيار السكوت أمام تنابزات كثيرة، ثم النطق فجأة، يُفقد أي موقف قوته الأخلاقية ويحوّله إلى مجرد رد فعل ظرفي وانتقائي.
الفنانون جزء من المجتمع، ومن الطبيعي أن تكون لهم مواقف. لكن حين يختار فنان التعبير عن رأيه، فمن المهم أن يكون ذلك من موقع المبدإ، لا من موقع الاصطفاف الانتقائي.
نقول هذا ولا ننسى أن نؤكد أن عبد الإله بنكيران، لا يكتفي بالسخرية من خصومه، بل اعتاد الركوب على قضايا حساسة كقضية غزة، مستغلًا تعاطف المغاربة الكبير مع القضية الفلسطينية لتلميع صورته والعودة إلى الواجهة، في حين أن مواقفه حين كان في موقع المسؤولية لم تختلف كثيرًا عمّا ينتقده اليوم.