خريبكة.. مدينة بنصف وجه ! رفاهية تحت يد الفوسفاط وبؤس تحت رحمة البلدية

2 يوليو 2025
خريبكة.. مدينة بنصف وجه ! رفاهية تحت يد الفوسفاط وبؤس تحت رحمة البلدية

كلاش بريس / بومهاوتي / ح

اي زائر لمدينة خريبكة سيقف أمام ظاهرة غريبة و مؤسفة ،وهي أن المدينة تسير بنهجين متعارضين ،وتعكس صورتين متناقضتين .فنصف المدينة تابع لمكتب الفوسفاط ، ويضم الحي الأوربي أو
( الفيلاج) كما يسمى عند الساكنة .و ( البيوت ) وهي دور كانت مخصصة للعمال ثم أحياء أضيفت فوق أراضي تابعة لمكتب الفوسفاط يستفيد منها مستخدموه .
أما النصف الثاني فتابع لبلدية …و السؤال هو أين المشكل في هدا التقسيم ؟
المشكل والمأساة هو أن النصف الدي يشرف عليه مكتب الفوسفاط به دور بنيت على الطراز الأوربي ، وحاليا المكتب قام بتزفيت أغلب الشوارع والأزقة بطريقة غاية في الإتقان ، كما تم تغيير أعمدة المصابيح وجدد الإنارة .
أما المساحات الخضراء والحدائق فقد أصبحت تعكس جمالية بعشبها وورودها وأشجارها وكراسيها كما جدد نافورات ،وهو ما جعل الأسر والأطفال يفضلونها كمتنفس، في مدينة تتجاوز فيها حرارة الصيف 40 درجة
هدا العمل أسنده مكتب الفوسفاط لشركات وفق دفتر تحملات هدفه الإتقان ،وفعلا جاء العمل متقنا ….
مقابل هده الصورة يصطدم الزائر بالنصف الثاني والدي تشرف عليه بلدية ومجلس معطوب وفاشل، وتجليات هدا الفشل بارزة للعيان :
احتلال الشوارع والأرصفة من طرف باعة ، كما يحتلها حتى أصحاب المحلات بعرض سلعهم على الأرصفة وأحيانا تصل للشارع ، او وضع حواجز إسمنتية أو دراجات نارية مع صباغة الطوار بالأبيض والأحمر لمنع ركن السيارات في تطاول على الملك العمومي ببلطجة فاقت الحدود .
أما الأسواق التي بنوها للباعة للحد من ظاهرة احتلال الشوارع فقد هجرها هؤلاء ، وعادوا لعادتهم ، وهنا يبرز التواطؤ المفضوح بينهم وبين من يستفيد من الإتاوات ! .
أما الطامة الكبرى فهي امتلاء الشوارع والأزقة بالحفر في أغلب الأحياء ، وطبعا يستثنى الحي الدي يضم إقامات وفيلات القائمين على الشأن المحلي ( والأصح القائمين على شؤونهم ومصالحهم الخاصة )
وعند معالجتهم لهدا الأمر إختاروا الحل السهل : وهو ترقيع الحفر بوضع خليط من ( الزفت والأحجار ) وحتى مسألة الترقيع وصلت وقاحة بعضهم للتمييز بين أحياء وأخرى ….
السؤال هنا هو مالحل ؟
ما الحل مع رؤساء بعضهم خرب غابة كانت متنفسا للساكنة وفوتها بملايير لمن بنى عمارات إسمنتية ؟
وبعضهم غلبوا مصالحهم وتحولت المدينة في عهدهم إلى ريف ؟
حتى نعمة الماء حرموا منها الساكنة بقطعها في عز الصيف ، وفي النصف الدي تشرف عليه البلدية ، مع الإشارة أن مكتب الفوسفاط هو المسؤول عن استنزاف الفرشة المائية للجهة ككل .
الساكنة إحتجوا ،واستنكروا، وتوسلوا ، ولم يبق إلا حل أخير .
هو الإمتناع عن أداء الضريبة… أي عصيان مدني ضد سلوكات مسيرين لمجلس صموا أّذانهم وتطاولوا على الساكنة بتركهم في مواجهة واقع مرير .
فهل ستتحرك الأصنام ,أم وجب تحطيمها ؟

الصور تعود لشارع اعيد تزقيته تحت وصاية فوسفاطية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة