خريبكة بين “عقدة صفر احتجاج” وحاجة الإقليم إلى إقلاع تنموي حقيقي

12 أغسطس 2025
خريبكة بين “عقدة صفر احتجاج” وحاجة الإقليم إلى إقلاع تنموي حقيقي

كلاش بريس /. الصورة من احتجاجات 2011

في الشارع الخريبكي، تتردد رواية قديمة/ جديدة تعتبر أن نجاح أي عامل إقليم يرتبط بقدرته على “إطفاء” أي حركة احتجاجية، والحفاظ على ما يُسمى بـ”صفر احتجاج”.

هذه الفكرة برزت بقوة بعد حراك 2011، وأصبحت شبه قاعدة غير مكتوبة، حتى أن عامل الإقليم السابق عبد الحميد الشنوري لمّح الى أحد مغربيه إلى هذا “الإنجاز” باعتباره مؤشراً على نجاحه في تسيير الإقليم.

لكن بعد سنوات ..، الواقع تغيّر، والساكنة تغيّرت. فالمواطنون في خريبكة اليوم يدركون أن سنوات الجمود جعلت الإقليم يتأخر عن محيطه، بينما مناطق أخرى تمضي بسرعة “تي جي في” نحو التطوير.

الناس هنا لم تعد ترى في الاحتجاج هدفاً، بل وسيلة مشروعة حين تُغلق الأبواب في وجه المطالب، وهي في الوقت نفسه تتطلع إلى رؤية مشاريع اقتصادية وتنموية تحفظ مستقبل أبنائها.

المفارقة أن الإشكال لم يعد بين العامل والساكنة ، بل بين العامل الجديد والمحيطين به. فبعض هؤلاء مازالوا يقدمون صورة سوداء عن خريبكة، ويعيدون إنتاج خطاب الخوف من “المواطن الخريبكي المحتج”، بدل تقديم صورة عن إقليم قادر على جذب الاستثمار وتوفير مناخ هادئ للتنمية.

وعليه ..اليوم يصبح مطلوبا من المقربين من المسؤول الأول عن الإقليم أن يغيروا زاوية النظر، وأن يقنعوا العامل الجديد بأن مرحلة 2011 أصبحت خلفنا، وأن الأولوية ليست في مراقبة الشارع بل في تحريك عجلة الاقتصاد وفتح أوراش حقيقية تعيد للإقليم مكانته.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة