كلاش بريس / خريبكة
وسط مدينة خريبكة، وتحديداً في قلب المدار الرئيسي الذي يفتح ذراعيه للقادمين من مختلف الاتجاهات،حيث تتواجد ” المكانة ” والتي تُعتبر الواجهة الأولى للمدينة. واجهة من المفترض أن تعكس وجه خريبكة الحضاري والجمالي، لكنها اليوم تعاني من الإهمال، وتشهد على مشهد عبثي يسائل الضمير الجماعي قبل أن يسائل المجلس الجماعي.
“حيط قصير” ..جزء من هذه المدارة، يبدو أنه لم يصمد أمام الزمن والإهمال معاً. فقد تساقط طلاءه، وتشقق سطحه، وتحول إلى ما يشبه الجدار المهجور، بل صار نشازاً في مكان يفترض أن يكون عنواناً للأناقة والعناية.
الحائط ظل على حاله منذ مدة طويلة دون أن يثير أي تحرك من المجلس الجماعي، وكأن الأمر لا يعني أحداً. والغريب في الأمر أن الحائط لا يوجد في حي هامشي أو زنقة منسية، بل في نقطة مركزية تُعتبر بمثابة “بطاقة تعريف بصرية” للمدينة.
الوضع لا يتطلب ملايين الدراهم، بل يكفي تدخل بسيط من مقاول محلي — وهم كثر في خريبكة — أو حتى مبادرة رمزية من أحد المهنيين في إطار من المواطنة الإيجابية. لكن يبدو أن لا أحد مهتم، لا المجلس، ولا من يفترض أنهم يمثلون نبض المدينة.
فهل سننتظر حتى يُصبح هذا الحائط مجرد أنقاض؟
أم أن هناك من سيتحرك، أخيرًا، ليعيد بعضاً من الجمالية إلى وجه خريبكة الذي أصبح باهتاً؟
الجواب لدى من يملكون سلطة القرار، أما الساكنة فقد ملت من الوعود وتعبت من مشهد الإسمنت المتشقق …الله يصلح الحال