كلاش بريس / الرباط
شنّ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران هجومًا لاذعًا على الأنظمة العربية، متهّمًا إياها بالتقاعس عن حماية شعوبها في مواجهة ما وصفه بـ”عدوان إسرائيل المتصاعد”.
وقال بنكيران، في كلمة خلال اجتماع الأمانة العامة لحزبه، إن الشعوب العربية “لم تعد تشعر بالأمان داخل أوطانها”، مشدّدًا على أنه “اصحى متخوفا من أن تقصف إسرائيل حتى مقر حزبه”، في إشارة إلى ما اعتبره غياب الحماية الفعلية من حكّام المنطقة.
وتوجّه رئيس الحكومة المغربية السابق مباشرة إلى الملوك والرؤساء والأمراء الذين سيجتمعون في الدوحة اليوم الأحد، ضمن قمة استثنائية عربية بعد العدوان الإسرائيلي على قطر، قائلًا: “إذا لم تحمونا من إسرائيل، ما بقات بيعة”.
بالعودة إلى هذا التصريح والوقوف عنده لبعض الوقت، نسجّل جليًا أن الحلم برئاسة الحكومة مستقبلًا فتح شهية بنكيران إلى حد “جيبها فم وقول”… تصريح لا يمكن إلا أن يشكّل خطوة خطيرة وغير محسوبة على الصعيد السياسي والدبلوماسي، على اعتبار أن بنكيران وجّه انتقادات حادة إلى الأنظمة العربية بشكل مباشر، وهدّد بالتحلّل من البيعة في حال عدم حماية شعوب المنطقة من أي عدوان خارجي.
أول ما يلفت الانتباه في هذا التصريح هو جرأته المفرطة: الانتقاد المعلن للملوك والرؤساء العرب، خصوصًا قبيل قمة استثنائية في الدوحة، يضع المغرب في موقف محرج أمام شركائه الإقليميين. مثل هذه اللغة لا تعكس فقط موقفًا شخصيًا، بل قد تُفهم على أنها انشقاق عن خط السياسة الخارجية الرسمية للمغرب، الذي يعتمد عادة على الدبلوماسية المتوازنة والحفاظ على علاقات جيدة مع كل الأطراف.
بنكيران في تصريحه الأخير هدد بأن فقدان الحماية من الأنظمة يعني “سقوط الميثاق والبحث عن بدائل أخرى”، وهو ما يعتبر تصريحًا مثيرًا للجدل، ويمكن أن يُفسّر على أنه دعوة للتحدّي أو التحلّل من الولاء السياسي التقليدي.
الأخطر في خطاب بنكيران كان حديثه عن حماية الحزب من التهديد الإسرائيلي، حيث صوّر الحزب كمؤسسة جماعية متضررة في خضم التوتر الإقليمي، وفي الوقت نفسه أرسل رسالة ضمنية واضحة تفيد بأن استمرار حماية الحزب والمواطنين مرتبط ارتباطًا مباشرًا بالحفاظ على الشرعية والبيعة
ومن دون شك، سيؤدي استخدام بنكيران لغة حادة تجاه إسرائيل والأنظمة إلى توترات دبلوماسية، فالدبلوماسية تتطلب في أوقات الأزمات ضبطًا دقيقًا للكلمات، بينما جاء تصريح بنكيران في إطار عاطفي وانتقادي شديد، ظنًا منه أنّ ذلك سيعيده إلى رئاسة الحكومة على الفور.
في المجمل، يمكن القول إن تصريح بنكيران ينطوي على مخاطرة سياسية كبيرة، ويكشف عن رغبة في استعراض الخطاب الشعبوي على حساب المصالح الدبلوماسية الرسمية. مثل هذا الأسلوب يضع المغرب في موقف حساس أمام شركائه العرب، ويثير علامات استفهام حول نضج التفكير السياسي لدى من يطلق هذه التصريحات في أوقات دقيقة وحساسة على المستوى الإقليمي.
وليست المرة الأولى التي يثير فيها عبد الإله بنكيران الجدل؛ فقد سبق أن استشهد بقوله لابن تيمية: “ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أينما رحت لا تفارقني. أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة”.
وقال بنكيران في لقاء جماهيري إنّهم داخل الحزب مستعدون للفداء بأرواحهم ودمائهم، وإن الآخرين لا يعرفون ثقافتهم ولا يخيفونهم بالسجن أو القتل. وأردف عند استشهاده بابن تيمية: “نحن لا نسأل الله البلاء، ولكن هؤلاء رجالنا نتأسى بهم، ولن نتنكر لابن تيمية ولعلماء الأمة”.
تصريحات عبد الإله بنكيران حول ابن تيمية أثارت غضب القصر، حيث أفاد الرميد في تصريح صحفي أنّ الملك اتصل به ليعبر له عن استيائه الشديد من مضمون هذه التصريحات….
فمتى يكبر بنكيران سياسيا ..او على الاقل متى ينضج ويصبح أداة فعالة في الحزب بدل ان يكون صاروخا مدمرا لا يأتي منه سوى …”راك في الخسران أحمادي ..!! ”