كلاش بريس /. بني ملال
قال محمد الحطاطي، عضو المكتب التنفيذي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل، إن واقعتين تابعهما الرأي العام الوطني مؤخراً، واستأثرتا باهتمام واسع، رغم اختلاف القصد بينهما، إلا أنهما تلتقيان في المعنى العميق.
وأضاف أن المسيرة التاريخية التي خاضتها ساكنة آيت بوكماز، وواقعة خزان الماء واعتصام بوعبيد الذي استمر لأزيد من أسبوعين، يكشفان حجم الغضب الشعبي وعمق الإحساس بالظلم داخل الجهة.
وأشار إلى أن الظاهر هو ما شاهده الجميع على وسائل التواصل الاجتماعي، أما الخفي والمشترك بين الحادثتين، فهو العنوان الحقيقي لما جرى.
وأكد الحطاطي أن هذه الأحداث وقعت في جهة كانت تُعتبر إلى عهد قريب مصدراً لثروة المغرب الفلاحية ومورداً رئيسياً لتزويده بالماء، مضيفاً أن منطقة أولاد يوسف، حيث يقع خزان الماء، تُعد كذلك مصدراً مهماً للعملة الصعبة في الاقتصاد الوطني.
وقال المتحدث إن الجهة نفسها أصبحت رمزاً للحكرة والتهميش والإقصاء بمختلف أشكاله، في وقت يواصل فيه مسؤولوها “العيش خارج التاريخ”، على حد تعبيره.
وأضاف أن الجهة تصنَّف ضمن أفقر الجهات وفق مؤشرات التنمية، مشيراً إلى أن أكاديميتها احتلت المرتبة ما قبل الأخيرة وطنياً في نتائج امتحانات البكالوريا لهذه السنة.
وتابع الحطاطي قائلاً إن الجهة تعرّضت لإجهاد مائي خطير، تم على إثره اتخاذ قرارات قاتلة من قبيل التضحية بالمنطقة السقوية لبني عمير وبني موسى، مقابل اختيارات أخرى وصفها بالفاشلة.
وأشار إلى أن الجهة تُعد من بين أكثر المناطق التي تعرف احتجاجات شعبية ومسيرات عفوية لساكنة الجبل، بسبب غياب أبسط شروط العيش الكريم.
كما أكد أن الجهة تُسجّل أرقاماً مرتفعة في قوافل الهجرة السرية، نتيجة ارتفاع البطالة وغياب أي حلول اقتصادية واقعية.
وفي ما يخص قطاع الصحة، قال الحطاطي إن الجهة تعاني من خصاص كبير في الخدمات الصحية العمومية، مقابل فتح الباب أمام لوبيات القطاع الخاص، في مشهد يعكس اختلالات صارخة.
وختم الحطاطي تدوينته قائلا :
“ما وقع وما سيقع، عنوانه واحد: الحكرة والتهميش والإقصاء، وفساد عشّش طويلاً وتمدد ليقتل كل أمل في المستقبل.”
