الإنجاز المغربي الذي عرّى عقدة الجار… الإعلام الجزائري يسقط في امتحان المهنية

20 أكتوبر 2025
الإنجاز المغربي الذي عرّى عقدة الجار… الإعلام الجزائري يسقط في امتحان المهنية

:كلاش بريس

تتويج المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة بكأس العالم في الشيلي شكّل لحظة وطنية نادرة، ومفخرة عربية إفريقية كتبت تاريخاً جديداً لكرة القدم المغربية. هذا التتويج لم يكن مجرّد فوز رياضي، بل لحظة حضارية أكدت أن المغرب يسير بثبات نحو الريادة، بتخطيط وهدوء وثقة في النفس.

وفي الوقت الذي امتلأت فيه الشاشات العالمية بتقارير الإشادة والتنويه، واحتفت الصحافة الدولية بإنجاز “الأشبال” الذين رفعوا راية الوطن في سماء العالم، اختارت المنابر الجزائرية الصمت المطبق. لا تهنئة، لا إشارة، لا حتى سطر في الهامش. كأن الحدث لا يعنيهم، وكأن الفرح المغربي يُعدّ جريمة إعلامية في قواميسهم.

ذلك الصمت لم يكن مجرد تجاهل، بل إعلان إفلاس أخلاقي ومهني. فالإعلام، أيّاً كانت توجهاته، حين يعجز عن الاعتراف بالنجاح، يتحوّل إلى أداة مرضية في خدمة الأحقاد. وها هو إعلام الجارة الشرقية يسقط مجدداً في فخ عقدته الأزلية: المغرب.

لقد كشفت كأس العالم للشباب حجم الهوّة بين إعلام يصنع الخبر ويُصدّره للعالم، وإعلام يقتات على الكراهية ويُسكن نفسه في الهامش. ففي الوقت الذي يشتغل فيه المغاربة على بناء منظومة رياضية حديثة، تستثمر في التكوين والبنية والتخطيط، ما يزال إعلام الجزائر غارقاً في عقلية المقارنة والغيرة والتشكيك.

إن الإنجاز المغربي الأخير لم يُفرح فقط جماهير الوطن، بل أحرج خصوماً اختاروا الحقد طريقاً لهم. فالمغرب لا يحتاج لتصفيقهم، لكنه كشف من خلال صمتهم أن المرض فيهم متجذّر، وأن الجار الذي لا يفرح لفرح جاره لا يُنتظر منه سوى المزيد من العجز.

إم الرياضة أخلاق قبل أن تكون نتائج. والمغرب انتصر مرتين: مرة في الملعب، ومرة حين عرّى بأخلاقه عقدة الذين يجاورونه.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة