كلاش خريبكي
كلما تغيّر عامل بإقليم خريبكة، تغيّر معه ديكور التملق، لكن الوجوه تبقى نفسها: نفس الكائنات الانتهازية، تتقن فن الزحف على الأكتاف، وتُجيد اقتناص لحظة البداية للتسلل نحو مكاتب القرار. لا شيء يتغير سوى الغلاف، أما المحتوى فواحد: التموقع، المصالح، والادعاء الكاذب بقرب مزعوم من السلطة.
هؤلاء الأشخاص لا يضيعون وقتهم. في أول يوم للعامل الجديد، تجدهم يطرقون الأبواب، يسعون للجلوس قربه، والتقاط الصور بجانبه، وكأنهم “رجال الظل” الذين لا تتحرك عجلة الإقليم بدونهم. شعارهم الأزلي، الذي يكررونه كتعويذة سحرية هو: “الله يبارك فيمن صبح”. لا يُقصد به التهاني بقدر ما يُستعمل كمفتاح للتموقع، وكلمة سرّ في سوق الولاءات.
الأخطر أن هؤلاء بذكاءٍ خبيث، لا يتحركون وحدهم. يملكون صفحات فيسبوكية، يحرّكونها وقت الحاجة. مرة لمدح أنفسهم، ومرة لجلد خصومهم. يصنعون حولهم هالة من “القوة الزائفة”، ويلعبون ببراعة دور الحاكم والجلاد. يتحدثون باسم الساكنة، وينصّبون أنفسهم حراساً للمصلحة العامة، وهم في الحقيقة مجرد انتهازيون
كل هذا لا يهمهم فيه شيء سوى أن يوهموا اي عامل حل بالاقليم أنهم ضروريون، لا يُمكن تجاوزهم، ولا يمكن فهم واقع الإقليم بدونهم. فيحرصون على التواجد في كل خرجاته، في كل صورة، في كل لقاء، لا لإيصال هموم المواطنين، بل لتثبيت “الصورة”، التي تضمن لهم الاستمرار في دوائر النفوذ.
لكن الحقيقة أنهم لا ينقلون الواقع كما هو. هم أول من يُجمّلون الخراب، وأول من يُخفون المشاكل، وأول من يُنافقون السلطة. هم جزء من معضلة خريبكة، لا من حلها.
إن خريبكة اليوم لا تحتاج للمراطحية، بل إلى جرأة القرار، والقطع مع “لوبيات البداية”، وإعادة بناء علاقة ثقة بين الإدارة والمواطن.
إلى العامل الجديد نقول:
إياك والمراطحية.
لا تجعلهم دليلك ولا مرآتك.
افتح الباب لرجال الميدان، لا لصنّاع الوهم.
واصغِ لصوت الساكنة الحقيقية، لا ضجيج من نصبوا أنفسهم أوصياء على الإقليم….وإن تشابهت عليك صورهم …تمهل قليلا ستجدهم بدون اذن بجانبك !!!!
ولكن ،لا تنسى أن بعض العمال هم بحاجة لطبالين يسوقون إنجازاتهم التافهة ،فيوظفون بعض صفحات البؤس تصور بطولاتهم الوهمية لتمويه الساكنة … وطبعا تجدهم يحصلون على مقابل منها ( توزيع بقع ،توزيع محلات في أسواق، قبول دعمهم من أموال التنمية البشرية لمشاريع فارغة وتافهة )
اللعبة تمشي وفق هدا الأسلوب!!!!