إحتجاجات الشباب بين الفعل والتأثير: خطاب العقل ضد الانزلاق”

1 أكتوبر 2025
احتجاجات وجدة

كلاش بريس / الرباط

:
حذّر الأستاذ الجامعي والمحلل الاقتصادي إدريس الفينة من التحوّل الخطير الذي بدأت تشهده الاحتجاجات الشبابية في المغرب، مشيراً إلى أنها بدأت تخرج عن مسار السلمية نحو العنف والاعتداء على الممتلكات، وهو ما يهدد استقرار المجتمع والمشروع الوطني الذي تراكم عبر أجيال. وأوضح الفينة أن هذه التحركات متأثرة، بشكل غير مباشر، بشبكات التواصل الاجتماعي من جهات مجهولة، ما يجعلها معرضة للتصعيد غير المتوقع.

وأضاف في تدوينة على صفحته بفيسبوك، أن العنف لا يخدم الحوار ولا يقلص الفجوة بين الشباب والدولة، مؤكداً أن الغالبية الصامتة من المغاربة ما زالت متمسكة بالثوابت الوطنية وبالمكتسبات، وقادرة على الدفاع عنها. ومن هذا المنطلق، دعا الفينة إلى حوار عاجل قبل أن تتوسع دائرة المواجهة، مشدداً على أن الأمن والاستقرار هما أعظم المكاسب الوطنية، وفقدانهما قد يقود البلاد نحو المجهول.

وفي تدوينة أخرى، سلّط الضوء على السياق الأوسع للاحتجاجات، منتقداً القراءات المضللة التي تروج لها بعض المنصات الإعلامية، والتي ترفع سقف المطالب الشبابية بشكل غير واقعي. ولفت الانتباه إلى أن غياب مطالب الشغل، وهي القضية الأكثر أهمية، مقابل التركيز على الصحة والتعليم والبنية التحتية، يعكس عدم إدراك لطبيعة الملفات التي تحتاج إلى سنوات من الإصلاح.

وأشار الفينة أيضاً إلى أن بعض الفاعلين السياسيين السابقين يحاولون استغلال الاحتجاجات للظهور كمصلحين، رغم أنهم كانوا في مواقع القرار ولم يحققوا تقدماً. وفي المقابل، دافع عن الخيارات الاستراتيجية الكبرى للدولة، وعلى رأسها مشروع تنظيم كأس العالم، معتبره رهاناً وطنياً بعيد المدى لا يمكن مقارنته بالمطالب الاجتماعية اللحظية.

وذكر الفينة أن المغرب استثمر أكثر من 2200 مليار درهم خلال الأربع سنوات الأخيرة في مشاريع عمومية، منها إنجازات غير مسبوقة في قطاع الصحة، ما يجعل خطاب التهويل والعدمية ضعيفاً أمام الأرقام الواقعية. وختم بالتأكيد على أهمية خطاب مسؤول يفرق بين النقد البناء

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة