كلاش بريس
تعيش ساكنة أولاد عياد هذه الأيام على وقع غضبٍ عارم بسبب الارتفاع الصاروخي الذي عرفته فواتير الماء لشهر غشت 2025، في وقتٍ يواصل فيه المكتب المسؤول عن التوزيع سياسة الصمت والتجاهل، تاركًا المواطنين في مواجهة مع معاناة يومية تزداد حدتها يوماً بعد يوم.
فقد عبّر عدد من الساكنة عن استيائهم العميق من غلاء الفواتير، التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، رغم أن الاستهلاك الفعلي لا يبرر الأرقام المسجلة. والأدهى من ذلك أن كل من يحاول الاستفسار أو تقديم شكاية، يُجابَه بعبارةٍ مستفزة: “سِير لْبَنِي ملال وشْكِي!”، وكأن المواطن يعيش في مدينة بلا إدارة، أو كأن حقوقه مجرد حبر على ورق.
إلى جانب الزيادات غير المفهومة، تشتكي الساكنة من تدهور البنية التحتية لشبكة الربط، التي أصبحت مهترئة ومهملة، مما يؤدي إلى تسربات مائية مستمرة وهدر كميات كبيرة من الماء، دون أن تتحرك الجهات المعنية لإصلاح الوضع.
وما يزيد الطين بلّة، هو الانقطاع المتكرر واليومي للماء عن المنازل، في مشهدٍ عبثي يعيد المنطقة إلى زمن المعاناة مع “السطل والطارو”، في عزّ فصل الصيف الذي عرف حرارة مفرطة. فكيف يُعقل أن يُطلب من المواطنين أداء فواتير مرتفعة مقابل خدمة غائبة أصلاً؟
أما جودة الماء، فهي الأخرى تثير مخاوف الساكنة، التي تتحدث عن تغيّر في اللون والطعم والرائحة، وسط غياب أي مراقبة فعلية من طرف الجهات الوصية، ما يجعل صحة المواطنين على المحك، ويطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى احترام معايير السلامة والجودة.
في ظل هذا الوضع المزري والمقلق، يطالب المواطنون بـ تدخل عاجل من السلطات الإقليمية والجهوية، لفتح تحقيق نزيه في أسباب هذه الاختلالات، ومحاسبة الجهات المسؤولة ، مع دعوة إلى وضع حدٍّ لسياسة اللامبالاة التي أصبحت عنواناً لإدارةٍ غائبة عن هموم الناس ومعاناتهم اليومية.
فإلى متى ستظل أولاد عياد خارج دائرة الاهتمام؟ وإلى متى سيبقى المواطن البسيط يدفع ثمن سوء التسيير والإهمال؟